اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!.._ 82 _
وبالنظر والتأمل ملِيا في حجم الإنفاق السعودي المهول والضخم على الحرب الظالمة التي تُشن على اليمن ومسبباتها , والتي دخلت عامها السابع وتسببت في مآس وكوارث لاتُحتمل
ولا يمكن تبريرها والسكوت عليها وغض الطرف عنها , فما كان أغنى مملكة آل سعود الشريرة عن تبديد عائدات نفطها وإهدار مايقارب من 900 مليار دولار أمريكي في حربها على بلد عربي شقيق, وقتل شعب لاذنب لأبنائه إلا إبائهم النوم على ضيم ورفض الخنوع والاستسلام والقبول بالوصاية عليه وإعتزازه وإعتداده بنفسه وذاته .
وكان حري بنظام آل سعود العميل للغرب أن ينفق ويخصص مائة مليار دولار فقط من تلك المليارات المُهدرة لحل المشاكل اليمنية والإجتماعية من باب التكامل والأخوة العربية , علما بأن العلاقات ذات الخصوصية التي تربط الأشقاء في اليمن ومنطقة الجزيرة والخليج تفرض على المملكة ذلك وتحتم عليها إلا أن تفعل هذا الفعل ولا تنأى عنه وتتنصل منه كمسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية فرضتها عليها جملة إعتبارات ومُلْزِمات شتى !.
وغير بعيد من موضوع الحرب والعدوان على اليمن , فما من شك أن السعودية التي أقامت تحالفا ضم عدة دول قد وصلت بعد أكثر من ست سنوات منذ بدء حربها على اليمن في 26 مارس 2015م إلى يقين وقناعة بعدم جدوى تلك الحرب وفشل كل المساعي من ورائها , بل وإخفاقها وفشلها الذريع فيها ووصولها إلى مفترق طرق , كما أدركت جيدا مدى تورطها في المستنقع اليمني حتى صارت تبحث لها اليوم عن حل ومخرج يحفظ لها ولو بعض ماء وجهها المسفوك والمراق عبثا.
وتجد في المقابل مع هذه القناعة واليقين السعودي الذي يتعزز يوما بعد آخر بفشل الرياض في حربها على اليمن , أن التحالف الذي أقامته لهذا الغرض وضم عددا من مرتزقة العالم من بينها دول ومنظمات دولية وحقوقية ووسائل إعلام بات اليوم أكثر من أي وقت مضى يشعر بالعجز والفشل والخيبة والحرج من المشاركة في حرب خاسرة كتلك ولا يجد مايبرر به هذا الإخفاق والفشل العظيم سوى ترديد بعض المزاعم والتُرهات التي أعتادت أفواهه وأبواقه الإعلامية والدعائية الكاذبة أن تلوكها بلا أدنى حياء ولا خجل .
وهذا ماعبر عنه أحد المحللين السياسيين من المهتمين بمتابعة مجريات الأحداث والتطورات في اليمن بقوله :" إن الكلفة الباهضة لهذه العمليات وحجم الرهانات والأهداف والمكاسب التي يتوقع أن يحصل عليها كل طرف من الأطراف كمحصلة لمشاركته في هذه الحرب مع هذا التحالف , بدأت تلقي بظلالها في شكل واسع على مسار العمليات العسكرية , وهذه المحددات جميعها تعتبر من أهم نقاط الضعف الموجودة لدى تحالف العدوان , ومن المتوقع أن تكون من أهم العوامل التي ستطيح بهذا التحالف آجلا أم عاجلا".
ويؤكد الكاتب والناشط والمحلل السياسي الأردني هشام الهبيشان في أحدث مقال له نشر له قبل أيام بعنوان " الحرب السعودية على اليمن .. أي مستقبل ينتظرها ؟.
يؤكد " إن أطالة أمد الحرب العدوانية من دون الوصول إلى نتائج فعلية , مع ارتفاع كلفتها والتي تتحمل السعودية نسبة كبيرة منها في ظل عدم حصول أي اختراق رغم طول المدة, ينبىء بأن هناك معادلات جديدة بدأت تدخل إلى طبيعة هذا التحالف, ما سيعطي نتائج أكثر سلبية على المدى القصير المنظور للقوى التي تشارك في هذا التحالف أمام شعوبها".
وتوقع الهبيشان انهيارا وشيكا وقريبا لتحالف العدوان الذي أنشأته السعودية للحرب الحالية على اليمن قبل أكثر من ستة أعوام ويضم في عضويته دول غربية تتشدق بحقوق الإنسان وضرورة إحترامها من بينها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها .
وقال في سياق التوضيح لنقطة قد تغيب عن بال الكثيرين على صلة بموضوع التحالف الهش الذي أقامته الرياض للحرب والعدوان على اليمن : " إن عوامل الوقت وفاتورة التكاليف وحجم الرهانات لكل طرف مشارك في هذا التحالف , بالإضافة إلى حجم الدمار والخسائر الحاصلة في اليمن , ستكون سببا واقعيا ومنطقيا لإنهيار هذا التحالف " .
ويطرح العديد من المحللين الإستراتيجيين لاسيما المهتمين منهم بوجه خاص بما جرى ويجري في اليمن , تساؤلاْ منطقيا ووجيها في حالة إنهيار تحالف العدوان , وهو حاليا في طور الإنهيار فعلا عن الخطة السعودية البديلة التي تضمن للرياض وشركائها في جريمة العدوان والحرب على اليمن تعويض الخسائر جراء إنهيار التحالف .. مشيرين في ذات الوقت إلى أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت للسعودية والمتحالفين معها , وفيها الإجابة الشافية والقاطعة عن مثل ذلك التساؤل المثار !.
وبحسب مالاحظه العديد من المتابعين لتطورات المشهد اليمني بشقيها العسكري والسياسي , فإن النظام السعودي بدأ في الأونة الأخيرة تحديدا يخشى من محددات عامل الوقت وفاتورة التكاليف الباهضة التي أنفقت في الحرب على اليمن من جهة , ومن جهة أخرى حجم الرهانات والمكاسب التي كان من المتوقع أن يحصل عليها كل طرف شارك السعودية في عدوانها وحربها على اليمن , كمقابل لمشاركته في تحالف العدوان هذا .
وتبيانا وتوضيحا لهذه النقطة بالذات يقول أحد الكتاب والمحللين السياسيين العرب :" إن الهدف السعودي , البحريني , الأماراتي , على سبيل المثال كان يختلف بالمطلق عن الهدف الأمريكي والغربي من وراء الغاية و الإشتراك في تحالف العدوان , مؤكدا أيضا أن المتحالفين في الحرب والعدوان على اليمن بدوا وكأنهم متفقين تماما بحسب الظاهر على بعض الرؤوى للحلول , لكنهم في نفس الوقت يختلفون حول الطريقة والإسلوب والبديل الأنسب لهذه الحلول في حال تعثرها , وهذا مابدأت تظهر معالمه في الفترة الأخيرة وتتكشف حقائقه أكثر فأكثر وما كان من قبل سرا بدأ يظهر ويخرج للعلن .
ومؤخرا لم يتردد الكثير من حلفاء السعودية وشركائها في الحرب العدوانية على اليمن في ابداء مالديهم من تحفظات كثيرة ولو كان ذلك من خلف الكواليس على مستقبل ونتائج وتداعيات حربهم على اليمن .
والمؤكد بهذا الخصوص أنه بات واضحا وجود حالة لاتنكر من التمزق والخروج عن الخطوط الحمراء التي وضعت حين تقرر تشكيل تحالف دول العدوان قبل سنوات في شكل مفاجىء ودراماتيكي .
ويشير أحد المتتبعين لهذه التطورات بالرصد والتحليل قائلا :" ورغم أن هناك حكومات منضوية في صفوف تحالف العدوان مازالت حتى الآن تدعم نظام آل سعود عسكريا وتوفر له غطاءّ سياسيا وعسكريا لإستمرار الحرب على اليمن , إلا أن بعض تلك الحكومات والدول تراجعت في الفترة الأخيرة عن وعود قطعتها سابقا للرياض بدعمها عسكريا في حربها على اليمن.
ويأتي هذا التحول والتغير الذي لم يك مفاجئا لكثيرين في مواقف بعض الدول المشاركة في تحالف العدوان على اليمن , بعد أن. أثبتت العمليات العسكرية خلال السنوات الست المنصرمة منذ بدء الحرب أن مايجري اليوم على الأرض اليمنية هو أشبه بالتدمير الشامل وخصوصا بعد ثبوت ضعف التنسيق الإستخباراتي وطبيعة الأهداف والمواقع المستهدفة بهذه الضربات وسقوط الكثير من المدنيين وضرب بُنى تحتية يمنية بشكل واسع كمحصلة أولية لتلك العمليات العسكرية وهو ماسيعرض القوى المشاركة في العدوان والحرب في المستقبل القريب إلى مساءلات قضائية دولية حول طبيعة الأهداف والعمليات في الأراضي اليمنية لاسيما مع وجود مخطط أمريكي يهدف إلى إطالة عمر المعركة وأمد الحرب على اليمن لأسباب تتعلق بخدمة المصالح الإقتصادية والسياسية الأمريكية في المنطقة والعالم .
ولكن مع ذلك فالتباشير جلها تشير بل وتؤكد في المدى القريب انهيار تحالف العدوان على اليمن وتفرق أياديه وشمله وسيتم اعلان ذلك قريبا وماهي إلا مسألة وقت لاأقل ولا أكثر !.
...... يتبع .......