اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 79 -
وعلى صلة وثيقة بلعبة الدم والموت القاتلة التي استهوت اليمنيين واستغوتهم , واستغرقتهم واستهلكتهم كثيرا بجنونها وعبثيتها كثيرا على مر التاريخ ,
وبلا اي رحمة أو شفقة بهم ولم تزل تأخذ منهم الكثير , وتحرمهم وتخسرهم الأكثر والأغلى في حياتهم البائسة , لابدع ولا جرم من أن نكرر هنا من موقع المسؤولية والحرص التحذير من مغبة الإستمرار في تلك اللعبة الدموية القاتلة واستمراء ممارستها من قبل لاعبيها دون اعتبار منهم لقيمة الحياة وأي شيء آخر فيها حتى لو كان هذا الشيء الوطن وحياة ووجود من يحيون على أرجائه ليقتلون ويسقطون ضحايا تلك اللعبة المميتة المجنونة ( لعبة الدم والموت ) !.
ولعل مما يحز في النفس أن من يلعبون هذه اللعبة هنا يقومون بممارستها وهم لايعون مايترتب عليها من آثار سلبية , أو أخالهم يبدون بها كمن يتجاهل ويتعامى بمنتهى الحمق والغباء والعناد سوء المنقلب ومآلاتها الأسوأ , ويتعمد بغرور وطيش أن لايرى ماتجلى له من صور الدمار والموت والخراب في ساحة وملعب تلك اللعبة التي يصر على الإستمرار فيها غير مكترث بخراب وطن وضياع شعب بأكمله , لاسيما وقد كلفت لعبة الدم والموت هذه اليمنيين أن يدفعوا ثمنا باهضا ولا زالوا يدفعون لها الحساب ويسددون فواتيرها من حياتهم وأمنهم واستقرارهم ووجودهم ومستقبل أولادهم على هذه الأرض المشتعلة بنيران الحروب التي لاتخمد وتتنطفئ حرائقها المستعرة التي تأتي على الأخضر واليابس وتلحق الأذى بكل شيء هنا بلا ارعواء ولا استثناء , وكأنه كتب وقدر على اليمنيين دوما أن يقتلوا لأتفه الأسباب .
وما أحوج هؤلاء البائسين بعد سنوات وعهود متعاقبة ومتتالية من الحروب والصراعات العبثية لأن ينعموا بالأمن والسلام وتتهيأ لهم فرص العيش المشترك ويكونوا به متفرغين لبناء مادمرته سنوات حروبهم الأهلية الداخلية التي لاتكاد تسدل ستارها لفترة حتى تعاود وتستأنف اندلاعها مجددا ليشهدوا دورة عنف جديدة تسفك خلالها دماء أبرياء جدد ويسقط فيها ضحايا سلموا أو نجوا في دورات عنف سابقة.
بيد أن الحروب والصراعات في اليمن ستظل كما لو أنها معلم وسمة من سمات المتحاربين والمتصارعين هنا بلا معنى , والحجة والمبرر ككل مرة الإنتصار لقضايا الوطن والشعب ومحاربة الخونة والعملاء والتشدق بالمضي قدما والسعي لإخراج الوطن الخائف المختطف المصادر إلى بر الأمان والعمل على تحقيق أهداف الشعب التنموية والنهضوية الشاملة .
وكل مايتررد من هذا القبيل من ترهات ومزاعم يشرعن بها أصحابها حروب اليمنيين وصراعاتهم فيما بينهم نوع من أنواع الزيف والخداع والكذب المراد به دغدغة عواطف السذج واستمالتهم إلى صفوف من يتحاربون ويتقاتلون هنا بلا معنى ولا هدف سامي يعبر بصدق عن هذا الشعب والوطن الضحية دوما لتجار الحروب ومسعري نيرانها الوقادة التي لاترحم .
ليس بالحروب تسوى الخلافات وتبنى الأوطان ولا بتشبيب نيران الفتن يتحقق النهوض والنماء لبلد أرهقته ومزقته الحروب وجعلته في أسوأ وضع وحال بين بلدان العالم .. بلدا متشظيا , بائسا , فقيرا , لامعنى للحياة والوجود فيه ولا مستقبل زاهر لمن يحلم وهو منه بعيد المنال طالما بقي هنا من يحبون لعبة الدم والموت ولا يجيدون شيئا آخر غيرها مدفوعين بمغامراتهم وحماقاتهم المجنونة , وما يروجون له ويدعونه عن " نظرية المؤمرة الخارجية " والعزف على ذات الإسطوانة المشروخة إياها بلا كلل أو ملل وضجر من استمرارهم في ذلك وترديد ترهاته ليلا ونهارا .
لك الله يايمن من كل هذا الذي حدث ويحدث , ومامن صواب ورشاد يؤوبوا إليه راجعين من نأوا عنه , لتستمر لعبة الدم والموت هنا كما لو أنها في مستهلها وبدايتها !.
...... يتبع ......