كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (76 )

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (76 )

وبالنظر إلى الحرب الحالية التي مزقت اليمن, وأكلت في هذا البلد العربي النامي الفقير الأخضر واليابس منذ أكثر من ست سنوات, فسنلاحظ بالتأمل في تطوراتها وأحداثها العاصفة المتسارعة,

إن هذه الحرب قد جاءت هنا تكرار ومحاكاة لتجارب يمنية سابقة في هذا الجانب, سواء القديمة منها أو الجديدة.
وهي حرب مجنونة ضروس,  والخاسر الأكبر هو الشعب اليمني الذي يدفع ثمنها وتكاليفها الباهظة من حياته ودماء أبنائه وأمنهم واستقرارهم ومستقبلهم وحقوقهم في الأمان ورغد العيش الهنيء والتنعم بخيرات بلدتهم الطيبة.
والحرب التي يشهدها اليمن حاليا تخوضها أطراف داخلية وإقليمية ودولية,  وهناك من يعتبرها من المحللين والمهتمين بالشأن اليمني - حرب تخاض بالوكالة - وأهدافها إضعاف اليمن وكسر شوكته وإخضاعه وتمزيقه ونهب خيراته وثرواته وجعله منشغلا بمشاكله وصراعات أبنائه الداخلية على مدى طويل,  حيث أن في يقين أعدائه أن هذا البلد بما يمتلكه من ثروات ومؤهلات كثيرة ومتنوعة أنه لو توفرت له فرصة للاستقرار والنهوض والنماء لشكل قوة لا يستهان بها وخطر حقيقي وكبير على أولئك الأعداء ومصالحهم على المدى القريب والبعيد,  ولهذا تجدهم أحرص ما يكونون للتدخل في شؤونه الداخلية وإشغاله وإلهائه بمشاكله وأزماته المتعاقبة وإدارته بها.
والملاحظ أن السعودية ومن تحالفوا معها في حربهم العدوانية التي تشنها على اليمن منذ أكثر من ستة أعوام بحجج واهية تزعم في الظاهر مناصرة ما تسميه الرياض في تبريرها السمج للحرب العدوانية الحكومة الشرعية وإعادة الأمل , لها أهدافها وأجندتها ومصالحها وحساباتها الخاصة,  كما هي كذلك لحلفائها وشركائها الآخرين في جريمة الحرب والعدوان على اليمن المسماة " عاصفة الحزم " والذين ما فتئوا عن مساندة الرياض وعضدها ومباركة عدوانها على اليمن واليمنيين والتغطية السياسية على جرائم التي ترتكبها هنا وتقديم كافة أوجه الدعم للحليف السعودي بلا تردد ولا تحفظ,  مدركين ومؤمنين كذلك أن غايتهم وهدفهم واحدا,  وأن البد الذي لابد منه مواصلة الحرب على اليمن والقضاء على ذلك الشموخ والكبرياء والأنفة والإباء والعزة والكرامة والإعتزاز بالنفس ورفض الضيم والاستكانة والخنوع والاستسلام التي يمتلكها ويمثلها الإنسان اليمني بطبيعته ولا يمتلكها غيره,  لكن هيهات أن يتم لهم ذلك وأن يتحقق مهما فعلوا وعملوا.
وفي أحد خطاباته الأخيرة التي تأتي متزامنة هنا مع احتفالات وفعاليات تشهده اليمن حاليا بمناسبة في عام الصمود السادس منذ بدء العدوان تطرق قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي إلى طبيعة الهجمة العدوانية الشرسة التي تتعرض لها اليمن حاليا من قبل أعدائه من الغرب وأعراب الخليج الرعاع وحلفائهم أو بالأصح أسيادهم الصهاينة والأمريكان وأهداف ودوافع هذا الاستهداف الممنهج لليمن.
وقال السيد عبد الملك الحوثي في خطاب له بمناسبة اليوم الوطني للصمود : " بعد انقضاء عدة سنوات شهدت اليمن والمنطقة أعنف حربٍ على وجه المعمورة، وأشرس عدوانٍ على وجه الدنيا،  استهدف شعبنا اليمني المسلم العزيز ".
وأشار قائد المسيرة إلى أن العدوان الذي يتعرض له اليمن حاليا يتم بإشرافٍ أمريكي، وبتنفيذٍ سعوديٍ، ضمن تحالفٍ واسع شمل عدداً من الأنظمة والجيوش، وشمل كذلك مجاميع من الخونة والعملاء وأشكالهم من المجرمين.
ولفت إلى أن العدوان السعودي على اليمن قابله صمود عظيمٌ وأسطوريٌ، وثبات  لا مثيل له في تاريخ الشعب اليمني الأبي الصامد .
من جهته أكد كاتب ومحلل سياسي لبناني قوة صمود وشكيمة وإرادة أبناء اليمن وعزمهم الذي لا ولن يلين في مواجهة ومنازلة قوى الشر والبغي الغازية والعميلة كما لم يفعله أي شعب آخر من شعوب الأرض.
وقال الكاتب الصحافي اللبناني إسماعيل النجار في أحدث مقال له عن الشأن اليمني نشره قبل أيام بعنوان " اليمن يفرض نفسه في الميدان والسعودية تستغيث " : "  لابد أن يرى العالم ويسمع ويفهم بأن الأُمَم لا تتشابه بالمواقف، فمنهم مَن إرتضَىَ لنفسه الذُل والمهانة ومنهم من حاولَ وعجِز ومنهم مَن قاتل ولا زال مصمماً أن لا يعطي بيده إعطاء الذليل وأن لا يقِر لأعدائهِ إقرار العبيد " .
وفي إزدرائه بآل سعود وتنديده بموقفهم العدائي من اليمن يقول النجار : " آل سعود الأذِلَّاء المنبطحين أمام الأميركي والبريطاني والصهيوني، والذي أقَرَّ والدهم سعود الأوَل إلى السلطان عبدالحميد بأنه عبداً ذليلاً لهم لن يخرج عن طاعتهم ويتوسل رأفتهم وعفوهم، ولم يتوانوا ولو لحظة من تقديم الطاعة والولاء للسير هنري البريطاني ومن بعده للأميركيين والصهاينة فجينَة الذُل والمهانة والنذالة تسري في عروقهم دسَّاسين لا أمان لهم ".
وفي تعرية للرياض وكشف القناع عن وجهها القبيح ومحاولاتها اليائسة لإخضاع اليمن والنيل منه يوضح الكاتب هذا الجانب بقوله : "ها هُم آل سعود اليوم ومنذ سبع سنوات يحاولون فرض ذُلَّهُم على اليمن عبر الآلة الحربية الأميركية بدعمٍ من سبعة عشرة دولة ظنوا أنهم يستطيعون إركاع هذا الشعب وإخضاعه كونهم اعتادوا على انبطاح نظام علي عبدالله صالح وتبعيته لهم طيلة ثلاثون عامٍ مَضَت ".
وباتساق آراء الكثير من المحللين هناك شبه اجماع على استحالة أن تحقق السعودية ما هدفت إليه من خلال الحرب العدوانية التي تشنها ظلما وبغيا على اليمن ولا تزال,  وهو ما أدركته أخيرا بعد ست سنوات من الحرب ودفعها ذلك لإطلاق مبادرة سلام قبل أيام لإنهاء الحرب قوبلت برفض واستهجان يمني وصمود وإصرار على مواصلة التصدي للمعتدين.
بيد ان مبادرة الرياض السلمية الأخيرة تبعث على العجب والاستغراب كونها تأتي من معتدي أهلك الحرث والنسل وهدم كل معمور في اليمن وسفك دماء اليمنيين بلا حساب ولا تقى ويصر على غيه وبغيه واستكباره ولم يبد مجرد كلمة أسف واعتذار عن ما بدر منه وصدر,  وهذا ما سوف نأتي على تناوله هنا لاحقا باستفاضة وتفصيل أكثر! .
..... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا