
مارب.. تكالب العدوان وانتظار ساعة الانهيار !! (2 – 2)
شعر العدوان أن ضياع مارب من أيدي مرتزقته ستضعه أمام اختيارات شديدة المرارة
رغم أن التكالب قد جعل مهمة استعادة مارب شاقة.. لكنها ليست مستحيلة لاسيما وأن واسطة العقد قد بدأت بالانفراط والمعنويات تتعرض للتآكل جراء شدة الهجمات المتوالية
على أطراف مدينة مارب.. وخاصة أن الجيش واللجان الشعبية قد اعدت عدتها لاقتحام المدينة ولم توفر فرصة لاستهداف المواقع الاستراتيجية العسكرية للمحتلين ومرتزقته وهي بالتأكيد أحدثت اهتزازاً كبيراً في معنويات الجميع أفراداً وضباطاً ومسلحي داعش والقاعدة والسلفيين الموتورين.. ولذا فإن معركة مارب أوضحت ضرورة استعادة هذه الأرض وتخليص صنعاء من تهديدات الإرهاب والتطرف الذي يحيط بالشعب اليمني جراء سعي قيادة العدوان إلى تحويل مارب إلى واحدة من أخطر البؤر الإرهابية.. والتي يعني الصمت عنها, مواجهة تحديات ومخاطر عديدة أمنياً واقتصادياً واجتماعياً في الحاضر والمستقبل المنظور.. ولذلك مهما كانت التضحيات تهون أمام تطهير تلك المساحة الجغرافية من تلك التحديات المصيرية ودحر العناصر الإرهابية..
ولذا فإن الاقتراب المكثف من أطراف مدينة مارب قد وفر للجيش واللجان أفضلية مهمة جعل طيران العدوان يقع في حبائل توجيه النيران الصديقة إلى قوات المرتزقة كما حدث في اتجاه الكسارة.. وذلك بسبب الضبابية التي وقع فيها العدوان وغياب المعلومات الاستخبارية والاستطلاعية ويبدو أن مثل هذه الأخطاء سوف تتواصل نظراً لالتحام الجبهات والقتال من النقطة صفر في بعض المواقع..
يبدو أن أفضلية السيطرة الجوية للعدوان سوف تختفي ولن يعود الأثر الأكبر للمواجهة إلا في ميازين القتال.. مما يؤكد أن الأيام القادمة ستكون وبالا على العدوان ومرتزقته وسيكون على قيادة العدوان أن تتحمل الفاتورة الباهظة لهذه المواجهة الحاسمة التي ينبغي أن يواصل أبطال الجيش واللجان انجازها دون أي تردد.. لأنه على نجاح معركة مارب سوف يبنى السلام المشرف وسوف تكتب آخر سطور النهاية لهذه الحرب العدوانية الظالمة التي تشن على الشعب اليمني..
يدرك المخططون في غرف العمليات وهم على الأرجح بريطانيون وأمريكان وصهاينة أن كسر إرادة القتال لدى أبطال الجيش واللجان الشعبية مسألة في غاية الصعوبة والتعقيد.. فهؤلاء المقاتلون والمجاهدون لديهم من العزيمة ومن الرغبة العالية في القتال وفي إدارة المواجهة ما يجعلهم يتحلون بمستويات عالية من المعنويات التي لا يمكن أن تتعرض للاهتزاز أو التراجع.. مما يوفر لهم أفضلية متقدمة من الصبر ومن الصمود ومن المقدرة القتالية.. في حين نجد أن المقاتلين المرتزقة يفتقرون لهذه الروح..
إضافة إلى أن قياداتهم لا يمتلكون أدنى مستوى من الفاعلية والتأثير وهم في خلافات شديدة وفي منافسات على جني العوائد المالية وعلى الاستحواذ على المخصصات المالية لأفرادهم.. مما تسبب في تدني المعنويات لدى مقاتليهم.. وهذه مؤشرات على انكسارات تنتظرهم إذا اشتدت الضربات والهجمات عليهم.. ولا يخفى على المراقبين العسكريين المتابعين لما يجري في مارب أن كل تلك التدفقات من المقاتلين المتطرفين ثمنها سيكون باهظاً لأن أولئك العناصر المليشاوية غير منضبطة وغير مبالية التهيئات العسكرية, بل إنها تضمر الحقد على العسكريين وترى فيهم نقصاً في الشجاعة والإقدام وينظرون إليهم بأنهم على صلة خفية بقيادة صنعاء.. ولذا فإن تواجدهم في جبهات القتال يصبح عبئاً ثقيلاً وسبباً في حدوث شقوق واضحة ولا تلبث أن تخرج إلى السطح..
ومن هذا المنطلق فإن أياماً عصيبة تنتظر حلفاء الشر والعدوان.. وأن انقساما في صفوفهم سيكون دافعا لمزيد من الاندحار لهم.. فجماعات الجنرال العجوز علي محسن الأحمر واللواء المقدشي متوجسة من جماعات العميد طارق عفاش, فيما سلفيو الحجوري متوجسون من سلفيي هاني بن بريك.. وهناك من خلفهم مليشيات الانتقالي تتحين الفرصة للانقضاض على شبوة وحضرموت.. بمعنى أن المجاميع المليشاوية المتحالفة في مارب ستكون على موعد مع تحديات ما بعد مارب..
وبالطبع أن الإيعاز السعودي لهذه المجاميع وإسنادها جوا لن يصمد طويلا وخاصة وان قيادة صنعاء قد أعطت الضوء الأخضر للقوة الصاروخية والطيران المسير في ان يطال العمق السعودي.. ولا يعلم غدا إلى أين ستصل الضربات الصاروخية والمسيرات اليمنية.. ولا ماذا سوف تستهدف في إطار استراتيجية الوجع الكبير الذي لم تتحدد بعد ملامحه ولا حجم أضراره المحتملة..
الشيء الأهم الآن هو أن القيادة الثورية والسياسية على دراية كاملة بمستقبل المواجهة والمعركة في مارب وقد هيأت لها كل إمكانيات نجاحها.. وما نشهده الآن هو تفاصيل محدودة على هامش المتن والقرار يقضي باستعادة مارب ولن يمر وقت طويل لانجاز مثل هذه المهمة.. ولن تتمكن الضغوط الخارجية من تحقيق أهداف العدوان من جعل مارب تحت الوصاية والاحتلال خاصة وأن أهالي مارب يرون خلاصهم بالخلاص من الاحتلال ومن الهيمنة السعودية مهما كلفهم ذلك من تضحيات.