كتابات | آراء

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967- 1990م (الحلقة 87)

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967- 1990م (الحلقة 87)

المؤتمر الصحفي الذي عقدته منظمات المجتمع المدني ومجموعة من المحامين والناشطين الحقوقيين ووجهت لي الدعوة لحضوره وإلقاء كلمة بصفتي باحث وكاتب..

وقد لبيت الدعوة وألقيت كلمة في المؤتمر قلت في مستهلها: أن الشهيدة قبول الورد وأولادها وإن كان إحراقهم أحياء يعتبر اكبر جريمة في التاريخ اليمني إلا إنهم ليسوا الوحيدين في عمار فقد هلك في نفس المنطقة خلال النصف الأخير من عام 1978م عدد آخر من الأبرياء بينهم امرأة ورجل مسن وطالب- وذكرتُ أسماؤهم كما تم في نفس الفترة الإخفاء القسري منذ 42عاماً لستة مواطنين أبرياء والى اليوم لم يتم العثور عليهم  وذكرت أسماؤهم.
وفي نهاية الكلمة أيدتُ ما قاله الرفيق ياسين الورد بأن يكون 5ديسمبر من كلعام يوماً وطنياً لإنصاف الضحايا والمظلومين.
 t• هذا ما قلته في المؤتمر الذي حظي بتغطية إعلامية لقنوات محلية وخارجية-
كلمة آل الورد في مختلف محافظات الجمهورية
القى كلمة آل الورد في مختلف محافظات الجمهورية الأخ الدكتور علي الورد وكانت الكلمة واضحة ووضعت النقاط على الحروف وفي سطور ختامها قال الدكتور علي الورد بما معناه: إن جريمة إحراق قبول الورد وأولادها لن تسقط بالتقادم.. ويتوجب إنصافها وتقديم الجناة للمحاكمة لينالوا جزاءهم الرادع.
بيان المؤتمر الصحفي لمنظمات المجتمع المدني المتضامنة مع أسرة بيت الورد
إنه وبعد مضي اثنان وأربعون عاماً أي بالتحديد في العام 1978م، لا تزال ذاكرة من شهدوا وقائع تلك الجريمة بتاريخ4/11/1978م شاهدة على وحشية ذلك القاتل المأجور، وتلك الواقعة في قرية شريح مديرية النادرة بمحافظة اب، والتي حدثت في عهد نظام وحكم الهالك عفاش لتظل حدثاً وشاهداً حيا يوثق جريمة حرق نساء وأطفال، قبول الورد وابنتها صالحة التي كانت تحمل جنينا في بطنها والطفل عبده الطلول الذي لم يتجاوز سن الخامسة من العمر لنكشف بذلك اليوم للرأي العام المحلي والدولي عن واحدة من مئات الجرائم وخفايا كل الممارسات والانتهاكات التي حدثت في تاريخ الهالك عفاش منذ ذلك الوقت حتى اليوم.
كما إنه وبعد الاستماع إلى الشهادات الناطقة التي أكدت حقيقة وتفاصيل ما تعرضت له أسرة بيت الورد في وقائع هذا المؤتمر الصحفي وأمام وسائل الإعلام المحلية وبحضور عدداً من المنظمات الحقوقية والإنسانية والمحاميين والناشطين الحقوقيين وغيرهم من قيادات ورجالات الدولة فإننا في منظمات المجتمع المدني المتضامنة مع أسرة بيت الورد نطالب من فخامة الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى الوقوف مع مظلومية أسرة بيت الورد والتي وقفت عاجزة تحت سندان الظلم على مدى تعاقب الحكومات طول الفترة السابقة، ولم يسمح لها المطالبة بحقوقها نتيجة الممارسات القمعية والتجاهل المتعمد لها والتهديد بالإخفاء والسجن لكل من يحاول فتح هذه القضية طوال فترة حكم الهالك عفاش.
وبالاستناد إلى كافة الوثائق والشهود فقد أثبتت قيام المتهم الرئيسي المدعو ناجي علي القبيلي الظليمي وهو أحد الأدوات التابعة للهالك عفاش باقتياد الشهيدة قبول وابنتها وأطفالها من منزل الطلول في قرية بيت الهمزة إلى معتقل معسكر شريح وذلك في 4/11/1978م، ثم قام القتلة المجرمون بنهب المقتنيات والمواشي وحرق المنزل، كما قام بإحضار عدداً من المحتجزين من معسكر شريح"المعتقل" الى منزل والد الشهيدة قبول احمد علي الورد، ليشاهدوا جريمة "حرق النساء والأطفال" كون المنزل يطل على موقع الجريمة"الحرق" ومن ثم قام بتفجير المنزل بعد حرق النساء والأطفال.
إن هذه الوقائع المتمثلة بهذه الجريمة وهذا الحدث وحده كفيلا بفتح العديد من المسارات والقضايا اللامتناهية أمام أجهزة الدولة وفي مقدمتها وزارة حقوق الإنسان من قبل المظلومين طلباً للإنصاف وتحقيق العدالة، لعلنا نأمل من كافة أجهزة الدولة والحكومة أن تكونا عونا وسنداً لهم وفقاً لما كفلته القوانين والتشريعات وذلك بالاستناد القانوني والقطعي بما أدلى به بعض شهود العيان ولأول مرة في هذا المؤتمر الصحفي قد يكشف الكثير الحقائق المغيبة عن مئات بل آلاف المظلومين.
وهنا يتضح للجميع كافة الأسباب التي صار ضحيتها أسرة بيت آل الورد، لا لشيء سوى أن جريمتها تتمثل في إن إخوانها كانوا معارضين للنظام وأيديولوجيته الاستبدادية وهم"صالح احمد الورد وحزام أحمد الورد" والذين قاوموا وتصدوا لجبروته، بل ورفضوا الخضوع لمشروعه الزائف وكل الإغراءات، ليسلكوا بكل شجاعة خيار المقاومة والكفاح والنضال والدفاع عن سيادة الوطن، ليقدموا أرواحهم فداء لليمن، من أجل الحرية والاستقلال والعدالة، لكن آلة القمع والبطش أجبرت أسرة الشهيدة قبول أن يمضوا بحلمهم صوب عدن، الأمر الذي أغاض عفاش وأدواته من مرتزقة آل سلول ليقوم بممارسة  الانتقام بمختلف الأساليب القمعية والوحشية في حق أسرة آل الورد بدافع الانتقام البغيض ومن كل الشرفاء والمناضلين ممن كان يصفهم الطاغية عفاش بالخصوم أو ما كان يسميهم بالاشتراكيين في ذلك الوقت، فقد كان القمع والتغييب والإعدام هو الوسيلة الوحيدة التي مكنت الهالك عفاش من الإنفراد بالحكم والاستحواذ على كافة مفاصل الدولة.
وعليه إننا بصفتنا منظمات المجتمع المدني المتضامنة مع أسرة بيت الورد والى جانبنا كل من المحامين والناشطين الحقوقيين والإعلاميين وأهالي وأقرباء أسرة آل الورد من المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية من كافة محافظات الجمهورية نطالب كل من فخامة رئيس الجمهورية الرئيس مهدي المشاط- رئيس المجلس السياسي الأعلى ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني والنائب العام والجهات القضائية والأمنية بالآتي:
أولاً: سرعة إنصاف ضحايا أسرة بيت آل الورد وتحقيق العدالة وان يكون هذا اليوم هو"اليوم الوطني للإنصاف والعدالة" وفق ما نصت عليه كافة القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
ثانياً: تشكيل لجنة متخصصة من قبل وزارة حقوق الإنسان تضم عدداً من القانونيين والحقوقيين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني للتحقيق النزيه والعادل والنزول الميداني الى موقع الجريمة.
ثالثاً: ان تقوم الدولة والحكومة وكافة الأجهزة الأمنية بضبط الجناة والمجرمين وعلى رأسهم المتهم الرئيسي ومن معه من عصابة القتل والإجرام عبر مختلف قنوات الضبط المحلية والدولية، وتقديمهم للعدالة.
رابعاً: الحجز على كافة ممتلكات وأموال المتهم الرئيسي والذي لا يزال يمول بها بعض أنصاره بهدف التستر على جرائمه والذي اكسبها من قبل الهالك عفاش ونظام آل سعود.
خامساً: نؤكد على استمرارنا ووقوفنا مع مظلومية أسرة بيت ال الورد وتمسكنا بفتح ملف الجريمة وكشف الحقيقة للرأي العام وملاحقة المجرمين عبر مختلف المحاكم والنيابات المحلية والدولية حتى تحقيق العدالة والإنصاف.
سادساً: إعادة الاعتبار لإبنة الورد ولطفليها، ومحاكمة المجرمين الذي ارتكبوا هذه الجريمة كي يعيد لإنسانيتنا المحترقة معهم التوازن والإنسانية والاعتبار، لعله مثل هكذا ملفات وجرائم ضد الإنسانية يجب أن ينفض عنها الغبار، وان تفتح بقوة يد قانون العدالة الزاجر، وان نتحمل جميعاً المسؤولية القانونية والحقوقية والإنسانية وان نكون عوناً وسنداً للمظلومين والمستضعفين.
والله الموفق
صادر عن المؤتمر الصحفي لمنظمات المجتمع المدني والحقوقيين
صنعاء 5/12/2020م
لقطات من الوقفة والمؤتمر الصحفي
• أثناء تواجدنا أمام وزارة حقوق الإنسان سألني احدهم: هل صحيح أنك أول من كتب عن الجرائم في منطقة عمار أجبته: لم يحصل لي هذا الشرف. أول من كتب ذلك هو الأخ ياسين ضيف الله وذلك في صحيفة الثوري عام 2013م.. أما انا فلم اكتب عن المناطق الوسطى ومن ضمنها منطقة عمار إلا في يناير من عام 1918م.
• الأخ ياسين الورد وأولاده عبدالعزيز ومنير قاموا بعمل كبير في تنظيم الوقفة وعقد المؤتمر الصحفي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا