لم يعد الرئيس مزعجاً لهم.. بل ومعوزه أيضاً
زيارات الرئيس تحمل الكثير من الدلالات سواء فيما يتعلق بإرادة بناء الدولة أو ما يتعلق بالظروف التي تعيشها بلادنا من عدوان وحصار.
فالرئيس مهدي المشاط ووفق ما تقتضيه الظروف الحالية له طريقته في تسيير أمور الدولة وهذه الطريقة لم تجعله بعيداً عن الوضع القائم لأنه وبشكل يومي له تواصل مع مختلف الجهات وتصل اليه مختلف القضايا والشكاوى, إضافة الى اشرافه المباشر على الكثير من الملفات المتعلقة بحياة المواطنين وبصمود البلاد في وجه العدوان الغاشم.
قد يقوم الرئيس بزيارات للمناطق والمؤسسات المختلفة لا تحظى بالتغطية الإعلامية وقد يقوم بزيارات للمؤسسات الحكومية ويجري تغطيتها إعلامياً كما حدث مع الزيارة الأخيرة ولعل الأمر هنا لا يتعلق بما تمر به البلاد من ظروف العدوان والحصار فقط بل لأن الرئيس يحاول أن يرسخ مفهوم الأعمال قبل الأقوال.. وبمعنى أوضح فإن الأخ الرئيس لا يولي كثيراً مسألة الإعلام اهتماماً أكبر فيما يتعلق بحركته اليومية وتوجيهاته ونشاطه المستمر في متابعة ابرز الملفات ليس لأنه لا يدرك أهمية الإعلام, بل لأنه متمسك بمبدأ العمل أولاً, وهو المبدأ الذي يفرض على الرئيس تحمل المزيد من المسؤولية في مثل هذه الظروف الصعبة والمعقدة وهي الظروف التي تقتضي المزيد من الإجراءات التي تفرض نفسها على حركة الرئيس فالعدوان لم يتوقف يوماً عن محاولة تجنيد الجواسيس والعملاء وكذلك عن الاستمرار في نشاطه التجسسي والرصد والاستطلاع من أجل الوصول الى القيادات واستهدافها كما حدث مع الرئيس الشهيد صالح الصماد.
ومن يطلع على مقدمات وتفاصيل استهداف الرئيس الصماد سيدرك تماماً أهمية اتخاذ المزيد من الإجراءات حتى لا يحقق العدو أهدافه في استهداف المزيد من القيادات والمسؤولين.
ولنبتعد قليلاً عما يمكن قوله تعليقاً على زيارات الرئيس من حيث الأبعاد السياسية والأمنية والإدارية الى ما لفت انظار الكثيرين وهو ما كان يرتديه الرئيس وتحديداً "المعوز" او كما يسمى في بعض المناطق "المقطب".
ظهور الرئيس بـ"المعوز" قرأه كلاً بطريقته.. ولسنا هنا بمعرض تقديم تفسير محدد لذلك الظهور سوى أن الرئيس يحرص دائماً على ارتداء ما يؤكد تمسكه بالهوية لاسيما في مثل هذه الظروف التي يتعرض فيها اليمن لمحاولات طمس تاريخه وهويته.
بالتأكيد ان البعض لن يكتفي بهذا التفسير وان كان منطقياً وواقعياً لان التساؤلات التي رصدناها كانت كثيرة لدرجة أن تحالف العدوان بإعلامه راح يوظف ظهور الرئيس بالزي الشعبي وتحديداً بالمعوز حتى يشوش على ذلك الظهور من خلال الحديث عن المعوز وألوانه والمواد التي صنع منها.
لقد كان ذلك تشويشاً واضحاً لاسيما بعد ان بلغ مستوى تناول الزيارة في المنصات ووسائل الإعلام ما اثار انزعاج العدو خاصة والتناولات قد بلغت اليمن بمشرقه ومغربه وتجاوزت الجغرافيا اليمنية وكانت معظم تلك التناولات إيجابية وتحمل المزيد من الأسئلة حول الرسالة التي أراد الرئيس ايصالها من وراء ذلك.
ولعل ما ضاعف من قلق العدو أن الرئيس ظهر بـ معوز من المناطق الشرقية لبلدنا العزيز وهذا بالتأكيد له دلالة خاصة يفهمها الراسخون في علم المقاطب والمعاوز ولعل رئيسنا أبرزهم لاسيما إذا ربطنا ذلك بمعركة التحرر والاستقلال وهي المعركة التي تفرض علينا كيمنيين ضرورة تحرير كل شبر من ارضنا وهو ما أكده قائد مسيرتنا اليمانية في خطابه الأخير.
عموماً توقف الكثير عند معوز الرئيس وقليلون فقط هم من توقفوا عند زيارة الرئيس بما تحمله من دلالة امنية- سياسية- إدارية.
في الأخير لم يعد الرئيس فقط هو المزعج لهم.. بل ومعوزه أيضاً.