بشرى بدر الدين الحوثي لـ « 26 سبتمبر »: لم يرضخ الشهيد القائد لتهديد السلطة العميلة بمنع محاضراته
في حوار موجز تطرق الى كثير من القضايا والاحداث المختلفة في الجوانب الثقافية والسياسية والاجتماعية خلال ما يقارب العقدين من الزمن الى جانب التداعيات التي القت بظلالها على بلادنا خلال ثمان سنوات من العدوان والحصار والاستهداف الممنهج للشعب بشتى الطرق والوسائل ..
"26 سبتمبر" ناقشت تلك المواضيع مع الاخت بشرى بدر الدين الحوثي وخرجت بالحصيلة التالية :
حوار/ عفاف الشريف
ونحن في شهر رجب والذي يعد مناسبة جليلة يختص بها يمن الحكمة والإيمان.. ما الذي تستحضروه في ذاكرتكم في هذا الشهر المبارك ؟
الحمد لله على تمام نعمة الإسلام وما أكرمنا رب العالمين به دين الرحمة والخير والسلام فضل كبير.. يتبادر الى ذهني أولا كيف كان حال الجاهلية وكيف نحن منعمون من الله في أمان وفي سعادة لم تكن الا بفضل الله بدين الإسلام الذي أعاد للمرأة مكانتها وأعادها إلى دورها الحقيقي والمشرف لها في الحياة , وكذلك يتبادر إلى ذهني ما ذكره التاريخ من إيمان وإتباع لرسول الله( صلى الله عليه وآله) من قبائل أهل اليمن حينما أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام علي عليه السلام الى اليمن كان هناك احتشاد قبائل هي أهل لحمل رسالة الله ونصرة لدينه الحنيف.. إن لنا في شهر رجب من كل عام فرحة غامرة تملا قلوبنا حمدا وشكرا لله على هذا الشرف الكبير الذي حظي به أهل اليمن والذي كان وما زال قبلة للمؤمنين المناصرين لله ورسوله وحصناً منيعاً لردع المخالفين لدين الله المتجبرين في الارض.
المشروع القرآني لم يصل إلى ما وصل إليه من المجد والرفعة والاتساع إلا بعد تضحيات جسيمة ودماء طاهرة واليوم نحن على مقربة من ذكرى استشهاد قائد ومؤسس هذا المشروع وكونك قد عشتي تلك البدايات المتمحورة في جهاد آل بدر الدين الحوثي و معهم ثلة من المؤمنين كيف تصفين تلك الفترة العصيبة وبرأيك ما الأسباب التي مهدت الطريق لنجاح هذا المشروع ؟
لقد كان وضع الأمة ماضياً للانهيار وذلك في تسليم زمام أمور الأمة الاسلامية لأعدائها واتباع الاعداء فيما أرادوا وقرروا عبر الزعماء ولذلك كان ولا بد من حركة وعمل يتجلى من خلال ذلك الزيف والانحراف في حق الشعوب المظلومة والوقوف الجاد واثبات يقين الايمان الصادق بالله قولا و فعلا وهذا ما تم فحين ما تحرك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بمشروعه القرآني في محاضرات تعيد الناس إلى الله والقرآن الكريم وبدأ اعلان الصرخة والمقاطعة وتوزع اعلانها في الطرقات حينها زار الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح محافظة صعدة مع السفير الامريكي وهنا بدأت الانتقادات والمنع من قبل السلطة العميلة لمحاضرات الشهيد القائد , لكنه لم يمتنع واستمر التشديد على منعه وحينما زار علي عبدالله صالح امريكا عاد بإنزال قواته إلى مران في هجمة مباغته لم يكن الجميع متوقعا لذلك لم يكن هناك تدريب عسكري وتهيئة لازمة حينها وصل بلاغ للشهيد القائد مع طلوع الشمس ان الجيش قادم الينا بأنواع الأسلحة قال لهم بلغوهم أن ليس بيننا وبينهم شيء وانهم اخواننا فقاموا بإبلاغهم بمكبرات الصوت وحاولوا أن يقنعوهم وأن يصلوا إليهم لكن دون جدوى.
الزهراء سلام الله عليها هي منهج حياة مشرف للمرأة المسلمة بعد ان حاول المغرضون طمس هويتها ..اليوم ارتبط يوم ميلادها المبارك باليوم العالمي للمرأة المسلمة .. كيف تفسرين أهمية هذا الترابط من خلال تسليط الضوء على المرأة اليمنية ومدى انعكاس اقتدائها بفاطمة الزهراء عليها السلام ؟!
ان يوم المرأة العالمي يعتبر في الدول الخارجية يوما مخالفا لكرامة المرأة ومكانتها الصحيحة في الحياة ويتم فيه كثير من المخالفات ولذلك صحح الإمام الخميني قدس سره هذا المفهوم وأكد على ذلك الشهيد القائد بربط المرأة بفاطمة الزهراء عليها السلام لكي ترتقي وتستقر لها الحياة ففاطمة بالنسبة للمرأة المسلمة تعتبر قدوة لها في الطهر والعفة والتقوى ولذلك نجد هذا رابطاً مهماً لكي لا يستمر الانحراف والزيف على المرأة وتبقى تعاني في حياتها في كثير من الامور بمخالفة الله ما يجعلها خاسرة.
للمرأة المسلمة مكانتها وحريتها التي تحفظ لها كرامتها بما نصه دستور الدين الإسلامي فكيف تفسرين تعارض هذه الحرية مع الحرية التي يروج لها من قبل الغرب للمرأة ؟
لقد هدانا الله بالإسلام بما هو خير لنا في الدنيا والآخرة ولكنه في كل زمان يأتي من يلبسون على المرأة الحق بالباطل في دينها ومصلحتها ففي زمننا هذا مثل باسم الحرية والنهضة والتطور وعبارات براقة يخدعون به النساء البعيدات عن فهم الدين وجرهن الى الهاوية وهي تلهث وراء تلك العبارات المزيفة ولن تجد إلا سراباً.. ان الخير كله هو في الاسلام فالمرأة تستطيع ان تتعلم وان تعلم وان تكون لها اعمال عظيمة ومباركة وهي مصانة لا مهانة وهذا خير ورحمة من الله علينا خلاف ما يقوله الغرب ان الحرية هي ان تتحمل المرأة مسؤولية الرجل فوق مسؤوليتها رغم انهم لم يستطيعوا ان يعفوها من مهمتها كأنثى وذلك ما جعل المرأة مهانة وكثير ما يستخدموها كسلعة ويعتدي عليها وكثير ما يكون عملها منحط ومجرد من الكرامة الإنسانية
ان الحرية في الاسلام هي ما يكفل للمرأة والرجل موقعهما الصحيح في الحياة وفقا لما خلقا له وذلك بعكس ما يروج له الغرب في مسخ معنى الحرية التي تسقط حقوق الرجل والمرأة وتجعل حياتهما فوضى وكذلك تخلق الفتن ما بين الرجل والمرأة كل منهم يدافع عن حقوق غير مضبوطة في الحياة ما تشكل فوضى وعذابا على الطرفين والله جعل البشرية رجالا ونساء شيئا واحدا أناس مسؤوليتهم تكاملية لكي تستقر لهم الحياة جميعا كل له دوره فيها وله اثر ايجابي ان استقام على هداية الله له.
قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) من سورة النحل- آية (97)
في ظل هذه الصحوة الفكرية والثقافية ماذا تنصحين المرأة اليمنية كونك تربيتي في بيئة علمائية تحفظ للمرأة مكانتها وعزتها ؟
أنصح أمهاتي وأخواتي وبناتي أن على الجميع الجد وبالذات في هذه المرحلة مع الله واتباع رسول صلى الله عليه وآله والاستقامة على التربية العالية التي جسدها رسول الله في فاطمة الزهراء عليها السلام وان نحصن انفسنا ونحذر من اساليب اعداء الله الذين يحاولون افساد المرأة من خلاله وسائل التواصل الإجتماعي و يجب علينا أن نوعي ونهتم بتربية الجيل الصاعد ليكون قادرا على مواجهة كافة التحديات.
بعد ثمان سنوات من العدوان والحصار ثمة دروس بليغة استفاد منها المواطن اليمني واظهر فيها مدى صلابته وتمسكه بأرضه وحقه ورفضه الوصاية .. ما هي ثمار الصمود خلال هذه السنوات ؟
لقد استطاعت الأمة اليمنية ان تتجاوز الكثير والكثير من التحديات واثبتت قوة ايمانها وشجاعتها في مواجهة العدوان القائم وكان من ثمار هذا الصمود التوحد وفهم العدو اللدود وفهم مخططاته الشيطانية بما يعكس الوعي في مجتمعاتنا فتتحصن من الغزو الفكري الذي من عدوها وكذلك كيف تنهض بنفسها في المجالات الاخرى وتستشعر مسؤوليتها.
كيف تفسرين تحرك المرأة اليمنية من خلال الندوات الثقافية والفعاليات وإنعكاس ذلك على واقعها ؟
ان الاحتفالات الدينية التي تقام على مر العام قد اوجدت بفضل الله نقلة كبيرة ووعيا بارزا في صفوف اليمانيات فبفضل الله وكلما ازدادت المرأة فهمها لدينها كلما كانت أهلا للعطاء والصبر والبذل والتفاني ويتضح ذلك جليا في واقعنا حيث أن الأم تطمع ان تكون من السابقات الى الله ليتقبل منها هبتها له وهو الولد والمال والروح وذلك من ثمار الايمان الصادق الذي لا يضاهيه قوة في الثبات والصلاح.
كلمة أخيرة تودين قولها لم نتطرق لها في اللقاء ؟
ان منبر الاعلام الصحفي مازال سلاحا فعالا ومحبطا لسيول الاكاذيب والافتراءات والبهتان الذي ينعق به أعداء هذه الأمة ليل نهار وهم يحاولون ان يطمسوا معالم الحق وأهله ويغطون جرائمهم بثوب المصلحين ولذلك كان وما زال الاعلام منبر جهاد يواجه العدو في جبهته القوية .