رسالة إلى الشهداء
إلى ساداتنا الشهداء العظماء، الأماجد الكرماء:
• لقد رفعتم رؤوسنا إلى السماء، وأصبح لنا الفخر بكم بما لنا إليكم من الإنتماء..
• ها نحن اليوم نُحيي ذكراكم، فنُحيي نفوسنا الميتة بذكراكم وهُداكم، فأنتم الأحياء، وأنتم من تحيون قلوب موتاكم،
الذين مازالوا في الدنيا، لم يركبوا سفينة الشهادة؛ لترسُوَ بهم في ساحل الحضرة العِنْديَّة، حيث الحياة الحقيقية الأبدية..
• فللهِ دَرُّكم أيها الشهداء!
وما أرقى جهادكم، وأعظم عطاءكم، وأكرم جودكم!!
• لقد لقَّنْتُم بسواعدكم الأبيَّة، وضرباتكم الحيدرية، أعداءكم من النصارى واليهود، وأحذيتهم القرود، من الإماراتيين وبني سعود، وأدواتهم في الداخل من المنافقين، وكُلِّ عميلٍ وحقود، أبلغ الدروس، في العزة والكرامة، والشهامة والوطنية، والرجولة والإباء والفداء..
• لَأنتم أيها الشهداءُ بقِيّةُ السابقين، وقدوةُ اللَّاحقين، وأسوةُ لكل المجاهدين، أنتم الرجال الرجال بحق، من نزل فيهم الوحي الإلهي على سيد الأولين والآخرين، بلسان الحق الأزليِّ، قائلاً عنهم: [رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ] ، [وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ]، وهو الذي لم يَذِلْ، ولم يخضع لأعدائه، ولم ينكسر..
• سادتي الشهداء:
أنتم من تفانيتم بمحبة الدين والوطن والأرض، ولهذا أثمر حبكم الكبير، بأن ضحيتم بالأنفس والمال، وبكل نفيسٍ وغالٍ، فلم يُثْنِكُمْ عن الجهاد والشهادة شيءٌ من رغباتكم وشهواتكم الدنيوية، ولا أزواجكم وأولادكم وكل محبوباتكم الأُسريَّة؛ لأنكم قد بِعْتُم نفوسكم من ربِّ البرية..
ولولا تضحياتكم الجسيمة، وبذلكم لأرواحكم العظيمة، من أجل نصرة دينكم وبلدكم وأرضكم، لكان تحالف العدوان -عبر دواعشه ومرتزقته ومن تبعهم من كل عميلٍ وخوَّان- قد هتكوا الأعراض، وقتلوا وذبحوا الشيوخ والنساء والولدان، في يَمَنِ الإيمان..
ناهيك عن نهبهم للثروات والخيرات، واحتلالهم للأرض، لتكون طعمةً للصهاينة والأمريكان..
• فلا ينكر فضلكم أيها الشهداء إلا جاحد، ولا يهمل أُسَرَكم وأولادكم إلا جاهلٌ لا يعلم عظيمَ ما قدمتموه من تضحياتٍ ومواقفَ ومشاهدَ، حتى نلتم الشهادة في سبيل الإله الواحد..
• التحية لكم أيها الشهداءُ، العظماءُ الأحياءُ، في كل وقتٍ وحين..
• والتقدير والإجلال لأمهاتكم وأبائكم الذين غَذُّوكم محبة سيد الأنبياء والمرسلين، وممد الأولياء المتقين، ورَبَّوْكم على الإقتداء بإمام المجاهدين وسَيِّدِ الوصيين، مولانا أميرِ المؤمنين، صلوات الله عليهم أجمعين..
• وأخيراً .. أسأل الله تعالى أن يجعلنا مِمَّنْ سار على نهجكم، وشرب من رحيق كأسكم..
• وسلامٌ من الله عليكم، وعلى كل من آوى أو انتمى إليكم، وتعلَّق بكم وبحضرتكم، وكان منكم وإليكم.