(الاخوان) خطايا لا تمحى
26سبتمبرنت/ أحمد الزبيري
الإصرار على الخطأ يحوله الى خطيئة واثم لا يمحى وهذا هو حال حزب الإصلاح في اليمن والاخوان المسلمين عموماً وقراءة تاريخ هذه الجماعة السياسي مشبع بالأخطاء والخطايا والآثام.
لذا نراهم يتعاطون مع القضايا من منظور فكر اصطنعوه لأنفسهم ويعيدون فرضه على المجتمعات العربية والإسلامية تارة في لباس مسوح التقوى وتارة بالتكفير والإرهاب ويتعاملون مع أعداء الأمة من قوى استعمارية بتبعية انتهازية, ويكفي الإشارة هنا الى العلاقات القديمة المتجددة مع بريطانيا - وعد بلفور واتفاقية سكس بيكو - وعندما تحولت القيادة الى أمريكا وظهرت نظريات الثورات الملونة التي تمخض عنها العقل الرأسمالي الليبرالي المتوحش كانوا هم الأداة الأنسب لبلوغ غايات أمريكا وبريطانيا والصهيونية.
لم يمانع " الاخوان " في أن يصبحوا ثوريين فجأة وبدون مقدمات ولأنهم ليسوا كذلك فشلت الثورات في المنطقة مع أن ظروفها الموضوعية ناضجة لأنهم وفي سبيل الوصول الى السلطة تعاطوا مع بقية القوى الثورية بانتهازية وعقدوا الصفقات مع القوى المهيمنة خارج بلداننا وداخل أنظمتنا.
ولأنهم يعتقدون امتلاك الحقيقة المطلقة وهي شأن من شؤون الله سبحانه وتعالى فان ذلك ادعاء فارغ نهايته الفشل والانفضاح.
وحزب الإصلاح " اخوان اليمن " هم الأكثر تجسيداً لكل ما سبق وما كان لليمن أن تصل الى ما وصلت اليه لولا الغرور والعنجهية والحماقة المطلقة .. فهم الثوار بدون قناعة بالثورات وهم العملاء مادامت العمالة ستوصلهم الى السلطة وهم الوطنيون بدون ايمان بالأوطان أرادوا أن يصلوا الى الحكم بمال النفط السعودي الخليجي وقوة تركيا الاردوغانية الصاعدة لتحقيق دولة الخلافة وفي النهاية سيجد الاخوان أنفسهم في تيه بني إسرائيل الذي سيمتد الى ما لانهاية.
كان يمكن لهم بما امتلكوا من تنظيم وامكانيات أن يقودوا التغيير باليمن والمنطقة لو تواضعوا وادركوا انهم ليسوا وحدهم في الساحة السياسية وساروا مع خيارات الشعوب التي خرجت للخلاص من الفساد والظلم وانسداد الافاق أمام الأجيال الجديدة.. وقبل هذا وبعده من أجل الكرامة ولكن من أين لهم ذلك؟!
ومرة أخرى, الاخوان في اليمن يشكلون نموذجا .. تبرأوا من الانتفاضة الشعبية في 2011م ثم سيطروا عليها واحتووها ووجهوها وفقاً لأجندتهم وأجندة مموليهم وأصبحت ثورة حصرية خاصة بهم, ولأنهم كذلك لم ينجحوا فتصوروا أن أعداء اليمن سيحققون لهم ذلك فاستجلبوا ورحبوا بالعدوان الخارجي الأمريكي السعودي الاماراتي الصهيوني على شعبهم وركب عقولهم الوهم أن العدوان الخارجي سيحقق لهم بالخيانة ما فشلوا في تحقيقه عبر انتهازيتهم الداخلية .. واليوم وبعد ست سنوات من الدمار والخراب والابادة والفوضى سينتصر الشعب اليمني ومازال اخوان اليمن يصرون على حماقتهم التي تدفعهم على عدم الاعتراف بأخطائهم التي هي اليوم خطايا لا تمحى.