ثلاجة الحلول الوهمية
26 سبتمبرنت:أحمد الزبيري/
الظروف ستتغير والمعطيات ستتبدل والمنتصر من يقرأ الأحداث بصورة صحيحة ..النظام السعودي واشباهه من أنظمة الخليج يتأرجحون ويتذبذبون وفقا لمتغيرات آنية ويعتقدون أنهم اذكياء وهم لا يرتقون الى مستوى الشطار ولا يستطيعون إخفاء طبعهم وطبيعتهم لأن ذلك يفضحه اعلامهم او بالأصح الاعلام الممول منهم لصالح بريطانيا وأمريكا وهذا كان واضحا في احداث روسيا التي راهن الغرب واتباعه الخليجيين كثيرا على نتائجها والتسريع من هزيمة هذا البلد الذي وجد ليكون امبراطورية.
بالنسبة لنا في اليمن السعوديين يفاوضوننا وتجاربهم القديمة الحديثة مع اليمنيين توهمهم انهم في النهاية سيكونون الكاسبين من خلال جعبة المال مستغلين فقر اليمنيين كشعب وفقر نخبه الديني والأخلاقي غير مستوعب هذا النظام الأرعن ان التغيرات التي يشهدها العالم حقيقية وان مسيراتها بعقليته وحساباته التي اعتاد عليها لم تعد مجدية وهي نقطة الضعف التي تجعل مثل هذه الأنظمة تتهاوى عما قريب.
تفاوضنا مع السعوديين على انهاء العدوان ورفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية من اليمن وإعادة الاعمار ودفع التعويضات التي يستحقها الشعب اليمني مقابل تضحياته وقلنا البداية من الملف الإنساني لأنه معيار الثقة من عدمه ولأن السعوديين يتصورون ان كل شي يمكن يشتروه بالمال وان القيادة في صنعاء سوف تشترى كسابقاتها والمسألة تحتاج لها قليلا من الوقت والمفاوضات العبثية وسوف يسقطون كما سقط من قبلهم جمهوريين تقليديين وحداثيين باعوا الأرض وفرطوا بالعرض وابقوا الشعب محلك سر .
هذه المرة القيادة الثورية والوطنية ليست من ذلك النوع وتدرك ان اليمن وما فوق ارضه وما تحتها غني بثروات لا نهاية لها بالمعنى الحقيقي والمجازي والتضحيات التي قدمت من اجل التحرر من التبعية والوصاية وامتلاك قرارهم وان لا يكونوا مرتهنين لأي قوة صغيرة او كبيرة في هذا العالم ولن تكون الأمور هذه المرة وفقا لأماني النظام السعودي التي هي ليست الا أماني .
العروض العسكرية اذا نظر اليها بالمعنى الجدلي فهي رسائل سلام من خلالها تريد القيادة الثورية والسياسية والعسكرية ان توصل رسالة ان اليمن الذي عرفه السعوديين والخليجيين والعالم لم يعد كما كان وان القوات المسلحة اليمنية تمتلك الايمان والارادة للدفاع وحماية سيادة هذا البلد ووحدته واستقلاله وان محاولة بريطانيا وامريكا إبقاء اليمن في ثلاجة الحلول الوهمية لن يكون..وعلى اعدائنا الإقليميين وبدرجة رئيسية السعودي والاماراتي ان اسيادهم مثلث الشر الأمريكي البريطاني الصهيوني لم يعد ذلك البعبع والداهية الذي يمكن التعويل عليه.