نسمع جعجعة ولا نرى طحينا
26 سبتمبرنت:أحمد الزبيري/
انتهاء الهدنة كاتفاق بين القيادة الوطنية في صنعاء والنظامين السعودي الإماراتي منذ أشهر بسبب عدم تنفيذ بنودها إذا ما استثنينا ما يسمى بوقف إطلاق النار والذي لم يكن بشكل كامل، ومع ذلك استمرت الهدنة دون اتفاق تحت ذريعة المفاوضات على ما هو أوسع وأشمل.
الشعب اليمني يسمع عن مفاوضات والوفد العمُاني زار صنعاء أكثر من مرة، وهناك أحاديث عن زيارات لوفود سعودية غير معلنة وصحتها في شبه المؤكد، ومع ما نسمعه ونقرأه ونشاهده في وسائل الإعلام ينطبق عليه المثل القائل: نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً، وكثرة الشائعات لا سيما حول مواضيع هي فعلاً مطلب لكل اليمنيين في المحافظات الحرة والمحتلة مثل موضوع صرف المرتبات ..والشائعات تظل شائعات في ظل غياب الحقيقة وعدم الشفافية فيما يجري ..الشائعات سوف تؤثر وخاصةً إذا لم يظهر اتفاق يرضي اليمنيين الذين يفرقون بين السلام الذي يحفظ سيادة ووحدة واستقلال وطنهم والاستسلام.
تحالف العدوان مخادع ومضلل وغادر ولا يمكن البناء حتى على ما يوافق عليه، وبالتالي يكون الحكم على الوقائع التي تعطينا اليوم توقعات متفائلة رغم انها لا ترتقي إلى مستوى التصديق خاصةً إذا ما تابعنا المواقف التي يصدرها المبعوثان الأمريكي والأممي وسفراء بريطانيا وأمريكا وخطاب ممثلي تحالف العدوان في الإحاطة الأخيرة لمجلس الأمن.
لعبة كسب الوقت حاجة أمريكية بريطانية في ظل الحرب الأطلسية مع روسيا على الأرض الأوكرانية، لكنها في كل الأحوال ليس في صالح الثنائي الإقليمي الإماراتي- السعودي، والمفاوض اليمني سايرهم في هذه المفاوضات إلى الحد الأقصى وأي عمل عسكري بعد ذلك يتحمل مسئوليته هذين النظامين خاصةً وأن المتغيرات تسير باتجاهات لو كانا يملكان قرارهما لأدركا أن التسريع من السلام في صالحهما.
بريطانيا وأمريكا تريد أن تبقي الوضع في اليمن مجمداً أو معلقاً إلى حين هزيمة أو إضعاف أو احتواء روسيا في أوكرانيا وهذا لن يكون على الأقل وفقاً للمعطيات الحالية، بل وربما تكون النتائج عكسية تماماً للرغبة الغربية، والمسار فيما يخص الحرب الروسية الأطلسية إما تنازل واعتراف أمريكا بنظام دولي جديد وإما تصعيد قد يأخذ العالم وكوكب الأرض إلى ما لا يحمد عقباه.
خلاصة القول ان استقرار المنطقة والسلام فيها لا يشكل مصلحة أمريكية وفي حالة ذهبت مخططات أمريكا عكس ما تشتهيه فستترك حلفائها وأتباعها لمصيرهم وفاتورة حساب الشعوب العربية والإسلامية كبيرة ولن تستطيع السعودية والإمارات دفع الثمن الباهظ وليست قادرة على تحمل ما ستؤول الأمور إليه وعليهم اغتنام فرصة قبول اليمنيين بالسلام قبل فوات الأوان وذلك سيخفف عنهم كثيراً مما ينتظرهم، والتعويل على أمريكا وأوروبا والغرب بات واضحاً اليوم أنه ليس الرهان الصحيح.