حرب قادمة بعدن والتحالف يتبادل أدوار الإحتلال فوق أوجاع اليمنيين
26 سبتمبر نت : رفيق الحمودي /
لم تمض أيام قليلة على إعلان أممي لقرب تفاهمات السلام بين صنعاء والرياض حتى بدت بوادر حرب قادمة بين أدوات تحالف دول العدوان على اليمن والتي ينظر اليها سياسيين بأنها لعبة من قبل تحالف العدوان الأمريكي - السعودي - الإماراتي ، لخلط الأوراق وتنفيذ أجندات غير معلنة من شأنها استمرار الحرب الظالمة على اليمنين وكذا استمرار تواجد مليشيات تحالف الحرب على اليمن تحت مبررات مفضوحة تزعم حماية اليمنيين من أنفسهم.
وفي ظل تلك التوجهات لتحالف دول العدوان وأدواته تجددت الإشتباكات ليلة أمس بين مليشيات ما يسمى بالمجلس الإنتقالي في جولة القاهرة بمدينة عدن وسط أنباء عن توجيهات لإخلاء بعض المعسكرات التي تصنف بحسب عسكريين كمواقع "مليشاوية".
وكشفت مصادر مطلعة أن الإشتباكات تجددت بعدما كانت قد هدأت إثر اندلاعها قبل أمس نتيجة رفض بعض قادة المليشيات الخروج من عدن وإحلال ما يسمى بمليشيات "درع الوطن" بدلا عنها وهي المليشيات التي شكلها رشاد العليمي رئيس ما يسمى بمجلس القيادة التابع لتحالف دول العدوان.
كما أكدت المصادر عن ما وصفته ب"إنقلاب" وشيك على مليشيات الانتقالي في مدينة عدن برعاية تحالف دول العدوان وترتيباته لتفجير الوضع عسكريا ومواجهة مليشيات طارق عفاش.
وقالت المصادر ذاتها إن مليشيات الانتقالي دعت - سرا - الاستنفار في أوساط تشكيلاتها استعداداً لمواجهة مليشيات طارق عفاش الواصلة إلى مدينة عدن برعاية تحالف دول العدوان الى جانب مليشيات ما يسمى ب "درع الوطن" المشكلة من مجندين جدد اضافة الى مجندين سابقين من ما كان يسمى بالفرقة الاولى مدرع التي كان يرأسها الجنرال العجوز علي محسن الأحمر والمحتجز حاليا في الرياض.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت أن قيادة ما يسمى بالانتقالي أصدرت توجيهات سرية إلى قادة مليشياتها ما يسمى بألوية العمالقة والإسناد والعاصفة في عدن لتفجير الوضع عسكرياً.
وأكدت المصادر أن السعودية حذرت قيادة الانتقالي من أن أي تصعيد سيقابل بقوة.
بل وأعلنت عبر سياسيين واعلاميين كبار مثل علي العريشي وغيرهم بأنها ستمحي الانتقالي من الوجود.
ويتداول سياسيون وناشطون أنباء اتفاق امارتي - سعودي على إيقاف قيادات محسوبة بأنها قيادات امنية وعسكرية وإخراجها من محافظة عدن بسبب الجرائم والإنتهاكات التي ارتكبتها تلك القيادات بمجال حقوق الإنسان وبدعم تحالف دول العدوان السعودي الاماراتي وعلى رأس أولئك شلال شائع ، يسران المقطري ، صالح السيد. ويرى مراقبون أن السعودية والإمارات ومن خلال التحركات الجديدة بمحافظة عدن تنفذان خطة جديدة لتبادل الأدوار العدوانية بينهما وتقاسم احتلالهما للمحافظات الجنوبية وبعض المناطق اليمنية الواقعة تحت احتلالهما وان تلك الخطة الجديدة تستدعي إخراج بعض القيادات التابعة للإنتقالي لأنها أصبحت لدى دول تحالف دول العدوان - وفقا لمراقبين - كروتا محروقة.
مصادر ديبلوماسية من جهتها أكدت خبر التغييرات التي سوف تنتهجها راعية العدوان على اليمن "السعودية" عبر ادواتها بعدن وإصدار قرارت قادمة تم تجهيزها ولكنها غير معلنة حتى وصول الوفد السعودي وتتمثل بتغيير وزراء بحكومة ما يسمى بالشرعية الزائفة وكذا تعيينات لسفراء ومحافظين وقيادات بذات شرعية الفنادق الزائفة التابعة لتحالف العدوان.
وفي ظل هذه المستجدات دعا نجل الرئيس الجنوبي السابق هاني علي سالم البيض ما يسمى بالمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً إلى الإنسحاب من ما يسمى بمجلس القيادة المشكل من السعودية وقلب الطاولة على الجميع رداً على إنشاء الرياض مليشيات لرئيس ما يسمى بمجلس القيادة رشاد العليمي.
وقال البيض في تدوينة على (تويتر)، محرضاً الانتقالي: عندما يكون وجودك في سلطة او ائتلاف ديكوري او لتمرير مشاريع الآخرين ولايلبي طموحات الناس والقوى السياسية والمدنية فإن الانسحاب بشرف هو الخيار الأمثل.
وأضاف: الاستمرار في ظل هكذا وضع معاق هو موافقة ضمنية منك والتنازل ولو تكتيكياً هو تفريط والصمت خيانة وتحمل وزر الآخرين.
وبحسب مراقبين للشأن اليمني: فإن السعودية والإمارات تنفذان أجندات بريطانية أمريكية باليمن بالوكالة عنهما وعبر أدواتهما باليمن ولا يهمها (أي السعودية والإمارات) إن كانت تلك الأجندات والتغييرات على الواقع السياسية أو العسكرية ستفضي إلى حرب قادمة تضر بالمواطنين ، وكل ما يهمهما فقط مصالحهما ومصالح أسيادهما من الأمريكان والبريطانيين ومن خلفهم الصهاينة وهو الأمر الذي جعل التوتر المتصاعد بين جارة السوء السعودية و ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الممول من الامارات، يأخذ منحى خطيرا، يتجاوز المهاترات الإعلامية وتبادل الاتهامات، إلى الفعل ورد الفعل، بعدما بدأت حملة سياسية سعودية تطالب بتصنيف ما يسمى ب"المجلس الانتقالي" ومليشياته منظمة ارهابية مرتبطة بإيران وهذه الأخيرة باتت شماعة تبرر بها السعودية وحلفاؤها أي عمل إجرامي سيقدمون عليه.
وبحسب مصادر محلية فإن "الإنتقالي" الذي يعتبر نفسه وصيا على المحافظات الجنوبية.. يسعى بعد تلك التهديدات القبول شكليا بتواجد مليشيات طارق صالح في عدن، وخروج تشكيلاته من المدينة صوب محافظات لحج وأبين والضالع وان تلك الموافقة المبدئية أتت بتوجيه داعمه الرئيسي الإمارات وتحت مبرر الحصول من السعودية على مرتبات مليشياته بالتزامن مع ايعازه لتشكيلات مليشاوية أخرى موالية له بتفجير الموقف في عدن كما جرى من اشتباكات جولة القاهرة المتقطعة والتي علق عليها قادة مليشيات " الإنتقالي" بأنها نتيجة خروج بعض من وصفهم بالضباط المعترضين ورفضهم الخروج من عدن.
ووفقا لمعطيات المشهد بمحافظة عدن يرى سياسيون وعسكريون أن سيناريو حرب عام 2019م سيتكرر بين أدوات السعودية والإمارات " ما يسمى بالإنتقالي وما يسمى بالشرعية الزائفة ولكن هذه المرة يتزامن هذا السيناريو مع قرب تفاهمات بين السعودية وسلطة صنعاء وهو الأمر الذي يدلل على توجيه اوراق الامريكان والبريطانيين للدمى التابعة لهم بإشعال الموقف بالمحافظات الجنوبية لإيقاف السلام باليمن وحتى يتسنى لتلك الدول تنفيذ أجنداتها الاستعمارية في ظل تقسم اليمنيين وفوق جراحهم المثخنة بالأوجاع منذ ثمان سنين من عمر العدوان على اليمن واليمنيين