ملهم الثوار عبر التاريخ
26 سبتمبرنت:أحمد الزبيري/
خروج الامام الحسين عليه السلام لمواجهة الظلم والطغيان والانحراف عن نهج رسالة الإسلام التي حملها نبي الرحمة والعدل والخير محمد صلوات الله عليه وعلى اله مثلت مسارا فارقا ليس فقط بالتاريخ الإسلامي بل وفي التاريخ الإنساني مثبتا بأيمانه ومبادئه وقيمه وتمسكه المجسدة للرسالة المحمدية ان للتضحية معان ومضامين كبرى لا يستطيع ان يتمثلها الا من تشرب بالتربية والمبادئ والقيم الايمانية التي استقاها من جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ابيه علي عليه السلام الذي كان يمثل الإسلام في جوهره الصحيح و انقى صوره.
وهنا تكون البشرية أمام ثورة غير مسبوقة ضد الجهل والبغي والغرور والاستكبار والاستعلاء فكان من أسس لمواجهة الخير للشر محددا مسار الصراع معه وكاشفا طبيعة النفسية البشرية عندما يتلبسها الشيطان فتتغلب شهواتها بالتسلط والاستئثار والكبر والانانية وكيف ان الشيطان ينسيها انها كيان بشري ضعيف بعد ان نست قوة الله وعدله ورحمته .
في بداية شهر محرم الحرام اتضح هذا الصراع الى اين ذاهب بعد ان غلبت الأوهام على من بايعوا الامام الحسين سلام الله عليه وسارعوا الى طلب الدنيا وباعوا دينهم واخرتهم بثمن بخس وكائنهم برسائلهم الى الامام الحسين انما كانوا يجرونه الى فخ وهذا هو الوهم الكبير .
في العاشر من شهر محرم كانت ملحمة انتصار الدم على السيف.. لأيام واجه الامام الحسين مع بعض اهله واصحابه الذين يعدون بالعشرات عشرات الالاف من الجهلة وبقايا الشرك والباحثين عن المكاسب والمناصب واللاهثين وراء الدينار والدرهم ..لفيف من علية القوم والاوباش تجمعوا في معسكر واحد .. قتلوا وذبحوا واستباحوا وسبوا لكنهم كانوا هم المهزومين ومن يقفون معهم وينتصر دم الحسين سلام الله عليه على سيوف البغي والطغيان .
كانت ثورته المثال الأعلى والنموذج الارقى التي يستلهم منها الثوار والاحرار الثبات في المبادئ وقوة الايمان في تحقيق النصر ولو بعد حين وهكذا سارت الأمور حتى زماننا هذا وما المواجهة بين الشعب الفلسطيني وكيان العدو الصهيوني المحتل الى امتداد لثورة الحسين وما مواجهة الشعب اليمني لتحالف عدوان كوني وانتصاره الى ثمرة لما تعلمه أبنائه الاحرار من ثورة الحسين .
لقد عاشت الامة انحرافات وثورات منذ ملحمة الحسين قبل 1400سنة وحتى اليوم وستظل المعركة سجال بين الخير والشر حتى ياذن الله بانتصار للمؤمنين على المستكبرين والمنافقين والطغاة والظالمين" وما ذلك على الله ببعيد "