أمريكا .. حسابات الحقل والبيدر
26سبتمبرنت:احمد الزبيري
العالم يتغير ولأن لكل شيء نهاية وهذا قانون مهما حاول المتمسكين بمصالحهم المدمرة للبشرية ان يقاوموا هذا التغيير فانهم الى زوال.
أمريكا وبريطانيا وأوروبا الأطلسية بعد ان انكشفت مبادئهم وقيمهم وظهرسقوطهم الاخلاقي أمام قوى لها قيم مغايرة فلا شك ان الانتصار قادم وان نظام عالمي متعدد الأقطاب يتشكل والعقوبات والحصار الاقتصادي الذي استخدمته أمريكا كسلاح إبادة لمن تعتبرهم مارقين عن نظامها المتوحش نتائجه اليوم عكس ما يريدون .
وهنا يكفي النظر الى ما ترتب عن اقصى عقوبات في التاريخ اتخذتها أمريكا ضد روسيا .. لقد ارتدت على من اتخذها كما ان من سبقوها في هذه الحرب الاقتصادية الاجرامية التي تشنها منذ عقود امبراطورية الشيطان استطاعوا الانتصار في هذه الحرب عليها.
اما روسيا فقد ردت اليهم بضاعتهم وارتداداتها لن تتوقف عند التضخم والكساد بل ستتظافر كل الأخطاء والعيوب والقضايا البنيوية للنظام الرأسمالي منذ بدء ظهوره في مدن أوروبا في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي وحتى توحش أمريكا يكون قد بلغ هذا النظام مداه وما بعد القمة الا الانحدار والسقوط .
نحن اليوم كما يقال في العالم -القرية - وكل احداثه مترابطة ولن نقول كما قال الشيخ أسامة بن لادن بعد احداث 11 سبتمبر ان العالم ينقسم الى فسطاطين وكان يوجد الذرائع لأمريكا وحلفائها وادواتها ان تهيمن على العالم احتلالها لأفغانستان والعراق حينها بل ان هذا العالم لن يكون الا فسطاطاً واحدا متعدد يقوم على احترام خصوصيات وثقافات الشعوب والأمم والتي من هذا كله يتجلى ثراء التنوع الإيجابي الذي يصب في صالح الانسان المستخلف على اعمار الأرض .
وعلى سبيل المثال ارادت أمريكا وبريطانيا والنظام السعودي والاماراتي هدنة لعدوانهم على الشعب اليمني لكسب الوقت وانتظار نتائج الحرب التي اشعلوها مع روسيا في اوكرايينا وترتيب أوضاعهم في المنطقة وإعادة النظر في سيناريوهات مخططاتهم وهاهي النتائج تمضي في غير ما يشتهون ولو ان أمريكا البيدنيه والدولة العميقة تعقل لفهمت ان لا فائدة من الاعيبها وحلفائها وادواتها وان جريمة العدوان على الشعب اليمني لا يمكن ان تستمر بدون عقاب على من شنها وللخروج من مستنقع عدوانه لابد من المضي بجدية في طريق السلام الذي يحفظ لليمن سيادته ووحدته واستقلاله .
ومع ذلك نقول من اين لأمريكا المستكبرة والمتوحشة حكمة وقدرة على التفكير الصحيح لتقوم بهذا خاصة فيما تعيشه من أوضاع تشعر ان هيمنتها لم تعد كما كانت وان عودتها الى ما وراء المحيط قريب وهذا كله سيظهر بوضوح في الأيام القليلة القادمة.. وهكذا فان حسابات أمريكا في الحقل لن تكون كذلك في البيدر.