شؤون وشجون تعليمية..!!

العالم اليوم يموج بشتى النظريات والفلسفات التربوية منها الصالح ومنها ما دون ذلك، ورغم الزخم الثقافي والفكري والحضاري المتباين إلا أن الأنشطة اللاصفية تمثل مكانة مؤثرة وفاعلة وحتمية في سُلم البرامج والمقررات الدراسية والتعليمية، لذلك لابد من تحصين الأجيال بالقيم الروحية والثقافة القرآنية لمواجهة سلبيات العولمة وآثارها الكارثية على الأمة ومجتمعاتها.

شؤون وشجون تعليمية..!!

علينا أن ندرك أن مفهوم وظيفة المدرسة اليوم لم يُعد يقتصر على الإشراف أو سير المقررات الدراسية أو عملية التعليم والتعلم داخل فصول الدراسة، بل مفهومها أوسع وأشمل من ذلك، لأن التربية تستهدف في المقام الأول تحقيق النمو المتكامل: روحياً وجسدياً، ووجدانياً، ونفسياً، وعقلياً، وتربوياً.
وكل هذا في نهاية المطاف يصب في موقعه تكوين شخصية متزنة ومتكاملة ومبدعة قادرة على العطاء والإبداع ولن يتحقق هذا إلا بوجود برامج وأنشطة متنوعة تلبي طموح وتطلعات الطالب والطالبة وبتوفير دعم مادي ومعنوي لتلك البرامج، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- المسارح المفتوحة.
- أنواع الرياضات المختلفة.
- الاشغال اليدوية والفنية.
- الرحلات الترفيهية والثقافية.
- إقامة المعارض المتنوعة.
- المسابقات العلمية والثقافية بين المدارس.
- إنشاء الجمعيات الحرفية والتعليمية المختلفة.
فقد أثبت خبراء التربية والأنشطة اللاصفية بأنها لها دور فاعل ومؤثر في تكوين شخصية الفرد روحياً ونفسياً وعقلياً ووجدانياً، ومن أهم أهداف الأنشطة اللاصفية في المدارس:
- اشباع الميول والرغبات والهوايات النفسية والوجدانية للفرد.
- غرس قيم وموروثات ثقافية وحضارية وقيمية وسلوكية قادرة على مواجهة تحديات الحياة.
- تقوية الأواصر بين الدارسين من تبادل الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر وغيرها من السلوكيات الإيجابية.
- تجعل الدارس أكثر قرباً وتعلقاً وحباً لمدرسته ومعلميه في مواجهة المواقف التعليمية المختلفة.
- ترتقي بمستوى نضجهم عقلياً ونفسياً ووجدانياً ومهارياً مما تجعلهم قادرين على المشاركة الفاعلة في دروسهم بهمة ونشاط، هذه صورة عجلى وعابرة عن أهمية الأنشطة اللاصفية وفوائدها في التغذية الراجعة للدارسين والدارسات..

صفوة القول:
إصلاح أوضاع التعليم خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة اقتصاديا واجتماعيا وتربوياً.. وكلنا على يقين أن العملية التعليمية اليوم تمر بمرحلة مخاض عسير وخطير، هناك تحديات جمة تواجه سير العملية التعليمية، نحن على يقين أن الوطن يتمخض اليوم عن أحداث معقدة ومواقف متباينة وتطورات متداخلة تحتم إعادة النظر في نظامنا التعليمي وتطويره، وهذا يتطلب جهوداً مشتركة على كافة المستويات وأخص القطاع الخاص بالذات، وكل عمل لا يلازمه خطة اقتصادية ناجحة، يظل التعليم في محلك سر، لأن التخطيط التربوي إن لم يلازمه تخطيط اقتصادي لن تقم له قائمة، يعني بالمعنى الواضح "الدعم المادي أولاً وأخيراً".
فالبلد المتخلف أو النامي – كما يسميه البعض محابة- الذي يطمح في التطور الاقتصادي أو الصناعي أو الزراعي أو التقني بحاجة ماسة إلى التعليم الجيد دون ذلك نظل نحرث في سراب.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا