30 نوفمبر.. يوم خالد في ذاكرة النضال الوطني

في الذكرى الثامنة والخمسين ليوم 30 نوفمبر 1967م، يظل هذا التاريخ علامة فاصلة في ذاكرة أبناء اليمن، يوم رحيل آخر جندي بريطاني من عدن وإعلان الاستقلال بعد نضال طويل ضد الاستعمار.

30 نوفمبر.. يوم خالد في ذاكرة النضال الوطني

من أجل الوصول إلى لحظة تحقيق ذلك المنجز العظيم تصاعدت حركة التحرير الوطني خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين عبر نشاط سياسي ومسلح وإضرابات شعبية قادتها جبهات وطنية، وأدّت الضغوط الشعبية والمواجهات المستمرة والعمليات الفدائية إلى قرار الانسحاب البريطاني وإنهاء الوجود الاستعماري في جنوب الوطن سابقًا، وهو يجر وراءه أذيال الخزي والعار بسبب هزيمته.
وهكذا توّج الشعب اليمني في هذا اليوم تضحياته الجسام ودماء الشهداء الزكية الطاهرة على دروب الحرية ونيل الاستقلال ورحيل آخر جندي من أرض الوطن.
ونحن اليوم نراجع هذه المسيرة الكفاحية لشعبنا اليمني، ونستلهم من هذه المحطات الفارقة ما يعيننا على الصمود والبقاء والكفاح لبناء دولة يمنية قوية موحدة قادرة على مواجهة كل التحديات وإعادة الاعتبار لقيم الثورة الأصيلة وأهدافها النبيلة.
يبقى 30 نوفمبر 1967م يومًا تتقاطع فيه الذاكرة مع الحاضر، فالاستقلال الحقيقي ليس حدثًا مضى، بل شعلة يجب أن تبقى متقدة في الوعي والوجدان اليمني إلى أن يتحرر كل شبرٍ من هذا الوطن من المحتلين الجدد. فهذه الذكرى تذكرنا بقيمة التضحية وروح الوحدة؛ فهي ليست مجرد تاريخ، بل درس حيّ في مواجهة التحديات بالحكمة والشجاعة وانتصارًا للشعب اليمني في نضاله ضد الاستعمار البريطاني.
ويمثل هذا اليوم، 30 نوفمبر المجيد، نقطة تحول في تاريخ اليمن، حيث كان علامة على استعادة السيادة الوطنية بعد عقود من الاستعمار.
وكما يُعد يوم الجلاء رمزًا للحرية والانعتاق من نير الاستعمار البريطاني، فإن الاحتفاء بذكراه يعد مناسبة رسمية وشعبية لتجديد الذاكرة الوطنية، التي تعبّر عن قيمة الحرية وكرامة وعزة الشعب بعد التحرر من الاحتلال. فلا حرية بلا كرامة، ولا كرامة بلا استقلال. وتحررنا درس في الإصرار ونقطة انطلاق لبناء المستقبل.
ويعكس هذا اليوم أيضا الاعتزاز بالهوية الوطنية ويذكّرنا بقيم الكرامة والشجاعة في مواجهة المحتلين. ويساهم هذا الاحتفال في توعية الأجيال الجديدة بتاريخ بلادهم، وتذكيرهم بمسؤوليتهم في الحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله. كما تُعد ذكرى الجلاء مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية وتذكير المواطنين بتاريخ الكفاح من أجل الحرية وبناء مستقبل يسوده الأمن والازدهار.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا