اين يوجد (قبر النبي هود )
يقع قبر نبي الله هود في حضرموت، بإحدى القرى المهجورة، ويبعد عن مدينة سيؤون 140 كم، ويقع إلى الشمال الشرقي منها.
يقع قبر نبي الله هود في حضرموت، بإحدى القرى المهجورة، ويبعد عن مدينة سيؤون 140 كم، ويقع إلى الشمال الشرقي منها.
ويوجد بالمكان العديد من المواقع الأثرية، التي تضم قبابا، وأسواقا، بالإضافة إلى قبور بعض مشاهير أعلام الصوفية، الذين دفنوا في المكان، وأضافوا لأنفسهم هناك نوع من القداسة، والطقوس الدينية التي صارت تؤدى، بجانب زيارة القبر سنويا.
وتتضارب الروايات التاريخية عن صحة وجود القبر هناك، وهل هو فعلا يخص نبي الله هود أم لا، ففي العاصمة السورية دمشق -بذكر بعض المؤرخين- أن هناك مسجدا يقع بداخله القبر، لكن بعضهم يشير إلى أن هذا الاعتقاد هو مجرد تقليد لدى السكان المحليين نظراً لقداسة هود لديهم.
أما البعض الآخر، فيرى أن قبر هود مدفون في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف بالعراق، وبجواره قبور الأنبياء صالح ونوح وآدم، في حين يرى آخرون أن قبر هود موجود بالقرب من بئر زمزم في مكة المكرمة.
لكن المصادر التاريخية الموثوقة ترجح بأن القبر الموجود في حضرموت يعود فعلا لنبي الله هود، لقربه من المنطقة التي بعث فيها، وهي مدينة الأحقاف التي لا تزال تحمل ذات الاسم عبر التاريخ، وكانت مساكن لقوم عاد التي بعث فيها هود.
وذكر المرزوقي في كتابه "الأزمنة والأمكنة" أن من جملة أسواق العرب المتنقلة سوق يقام ليلة النصف من شعبان، تحت ظل الجبل الذي عليه قبر النبي هود بالأحقاف بحضرموت.
يواصل المرزوقي "بعد الإسلام كان أهل حضرموت ومهرة بما فيهم الإباضية يزورون قبره، وممن يعتاد زيارته من الأسر الحضرمية قبل مجيء السادة آل باعلوي، وآل أبي حاتم، وآل بأفضل، وآل الخطيب".
ويوجد قرب المكان مغارة برهوت الشهيرة، الواقعة في الجزء الأسفل من الوادي، كما تشتهر المنطقة بالصخرة المنسوبة لنبي الله هود، والتي قيل بأنه صعد عليها ودعا الناس للصلاة، وأصبحت اليوم واقعة وسط المنطقة الي يزورها الناس.
وعثر في وقت سابق على آثار قديمة ونقوش مختلفة، تحكي فصولا عديدة من تأريخ المنطقة.
يشهد الموقع سنويا توافد الآلاف من الزوار، لقضاء ثلاثة أيام من الطقوس الدينية المتنوعة، والتي تترافق مع نشاط اقتصادي واسع.
وتقدر إحصائيات شبه رسمية عدد الزائرين للمكان سنويا بالآلاف، وبلغ عددهم في ديسمبر من العام 2004 حوالي أربعين ألف زائر من مختلف مناطق اليمن والدول المجاورة، خصوصا تلك التي يعتنق مواطنوها الطقوس الصوفية.
تتولى عملية الإشراف على جميع تلك الطقوس لجان خاصة وتساعدها في ذلك دار المصطفى في حضرموت، والتي تتبع الصوفيين هناك، والمرتبطين تاريخيا بالطائفة العلوية، نسبة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ولذلك يحضر العلويون بكثرة في مختلف محطات وطقوس الزيارة.
تتنوع غايات الزيارة، فالبعض يأتي للتفرغ للعبادة، ومجالسة مشائخ وعلماء الصوفية، في حين يأتي الآخرون للتنزه مع الأصدقاء والأولاد فقط، كون أوقات الزيارة لا يسمح للنساء حضورها، إضافة إلى شراء هدايا للأطفال والأهل من الأسواق الشعبية المقامة بمناسبة الزيارة.
بالنسبة للزيارة فتشبه إلى حد ما مراحل الحج في مكة المكرمة، من حيث التدرج والمناسك والأماكن التي يقف عليها الزائر، وهي في الأساس طقوس لم يتضح تاريخيا الشخصيات الأولى التي رسختها، وجعلت منها تقليدا دينيا ثابتا.
وتؤدى الطقوس على شكل تفويج يسمى "الدخلة"، وكل قبيلة من العلويين تكون لها دخلة معينة، وتحمل فيها الراية الخاصة بها.
وكل فوج من الزائرين يقوم بأداء الطقوس الخاصة به، وفقا لما هو معلوم في أداء الزيارة السنوية.
تعد مقابر تريم هي أولى المحطات في الزيارة، وإلى تريم ينتمي أغلب الزوار سنوياً، يعقب ذلك المرور بقباب "عينات" وتسمى بالقباب السبع، وهي عبارة عن قباب قديمة على جانب الطريق المؤدي إلى موقع الزيارة، ويتواجد بها ضريح الشيخ أبي بكر بن سالم أحد مشائخ العلم وأبناؤه، ثم يذهب الزائرون إلى الاجتماع بمسجد حصاة الإمام عمر المحضار، وهي مكان كان يجلس تحتها المحضار للخلوة والعبادة.
بعد ذلك يتوجه الزائرون إلى بئر "التسلوم"، وهي بئر لا تزال آثارها باقية، ويعتقد أنها ملتقى أرواح الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين
يعقب ذلك الصعود إلى هضبة بها قبة بيضاء، ويقع تحتها قبر النبي هود، جوار حجرة متصدعة، وكان في السابق الصعود إليه مشيا على الأقدام، لكن في الوقت الحالي تم تعبيد طريق إسفلتي إليها.