الناقد جهاد أيوب: استمرار "جائزة فلسطين للآداب" بوابة تحضر ونافذة لدخول الشمس
جهاد أيوب ناقد وباحث لبناني، يكتب بمسؤولية، ويحسب لرأيه الواضح والصريح ألف حساب، لا بل يؤخذ به من أجل المصلحة العامة في الثقافة والفكر...التقيناه للإضاءة على أهمية الجائزة والمهرجانات وكل فعالية تدعم فلسطين وحقوق الإنسان، وكان هذا الحوار القصير لكنه غاية بالأهمية:
جهاد أيوب ناقد وباحث لبناني، يكتب بمسؤولية، ويحسب لرأيه الواضح والصريح ألف حساب، لا بل يؤخذ به من أجل المصلحة العامة في الثقافة والفكر...التقيناه للإضاءة على أهمية الجائزة والمهرجانات وكل فعالية تدعم فلسطين وحقوق الإنسان، وكان هذا الحوار القصير لكنه غاية بالأهمية:
* ما أهمية إقامة الفعاليات الأدبية التي تتناول القضية الفلسطينية ؟
- في زمن سقوط المثقف وأقنعة أدعياء الثقافة، وجمود الفكر تعمداً، وتخدير الشارع بإعلام يتضمن معلومات عنصرية وكاذبة ومضللة، وبغياب الثقافة المسؤولة والمهتمة بقضايا الإنسان والحق والحقيقة والحرية في هذا الواقع الموجع تأتي هكذا فعاليات أدبية لتصفع ما جعلوه واقعاً مزوراً!
نحن اليوم نعيش أخطر مرحلة من وجود الإنسان والإيمان والأوطان...يريدون فكفكة العائلة، وتشتت فكر الشخص، ومحاربة وعد الله، وسرقة التاريخ والعبر!
حينما تريد معرفة حضارة شعب ابحث عن المثقفين، وإن وجدتهم تبع للسلطة الظالمة من أجل السيارة والمنزل وطعام التخمة تأكد أن البلاد ليست عادلة ولا يوجد فيها تحضر، وإن وجدت حركة ثقافية متنوعة وصوتها هو المرتفع، تأكد أن الأمة بخير، والمستقبل لها...وللأسف نحن اليوم نعاني من ضياع المثقف بين شهوة وشهوة، ولم يعد يفقه بدوره...إنه زمن السقوط ... وهكذا فعاليات قد تعيد الصحوة قبل زوال الممكن...
* كيف يمكن ان توثق الأعمال الأدبية لجرائم الصهاينة وهموم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال؟
- يجب أن ينطلق التوثيق من اللحظة الأولى لوقوع الظلم الهمجي الصهيوني على الأرض، ربما خير دليل ما وثقه الرحمن في القرآن الكريم، فصل ما فعلوه وما يفعلونه تفصيلاً دقيقاً حتى غدت الشجرة تشي بهم، والتراب يرفضهم، والماء لا يطهرهم، حينها يعاد شتاتهم...
للأسف في العرب وغالبية الدول التي تدعي الإسلام وحتى المسيحية غابت عن شمسهم جرائم الصهاينة، ويتعاملون معها كما لو كانوا يشاهدون فيلماً سينمائياً...
إن توثيق جرائم الصهاينة في فلسطين ولبنان واجب شرعي وديني وفكري وإنساني، لكون ذلك أكبر دليل على همجية حضارة الغرب الكاذبة ومن يسير خلف الغرب، والأخطر بأن ذلك التوصيف التوثيق دليل قاطع على إن الصهاينة لا دين لهم، ومن لا يؤمن بالله هو دائماً يستسهل قتل الإنسان وتدمير الطبيعة...لقد سقط الغرب وأتباعه من العرب والمسلمين في وحل جرائم الصهاينة أينما حلوا...
من هنا نجد أن المهرجانات والجوائز التي تدور حول قضايانا المصيرية كقضية فلسطين وما يحدث من إجرام الصهاينة في لبنان هي كتابة توثيقية مباشرة وراسخة كي نفضحهم في كل زمان ومكان وفي كل المناسبات، وتشكل أرضية خصبة في أرض تقدر معنى الجهاد وظلم شعبها كالجمهورية الاسلامية!
* تنعقد بعد فترة قصيرة "جائزة فلسطين العالمية للآداب " بدورتها الثانية، ما أهمية هذه الفعالية، وهل ستكون أرضية خصبة لتحشيد القلم دعماً ونصرة للقضية الفلسيطينية؟
- إن استمرار "جائزة فلسطين للآداب " وتحديداً في هذه المرحلة بالذات حيث سقوط الأقنعة بوابة تحضر، ونافذة لدخول نور الشمس إلى وهج الحقيقة والوجع...
جائزة فلسطين للآداب اشراقة في زمن العتمة، وشجرة مثمرة ومن حولها الشجر العاقر...أتمنى أن لا تقع بالمحسوبيات، وبارضاء هذه الدولة على حساب تلك لمصالح سياسية وما شابه...إن هذه الدورة الثانية أمل أن تكون درساً لكل المهرجانات في تحمل المسؤولية الإنسانية التابعة للمفهوم العقائدي الحر...الرجاء التنبه إلى عدم التنازلات، حينما نتنازل مرة من أجل مصالح سياسية أو خاصة يبدأ سقوط الفكرة، ويختفي وهج الحقيقة، ونصبح شركاء في الجريمة.
موقع نور نيوز