العشة.. تراث شعبي اصيل
أوجد إنسان تهامة نمطاً من أنماط السكن اليمني منذ استيطانه تهامة ما قبل التاريخ وهو يناسب البيئة التهامية ومناخها وجغرافيتها بل وطبيعة الانسان اللامستقرة والثائرة الدائمة وهذا النمط السكني
أوجد إنسان تهامة نمطاً من أنماط السكن اليمني منذ استيطانه تهامة ما قبل التاريخ وهو يناسب البيئة التهامية ومناخها وجغرافيتها بل وطبيعة الانسان اللامستقرة والثائرة الدائمة وهذا النمط السكني
ينتشر في ريف تهامة واطراف المدن ولكن للأسف بدأت الحضارة الاسمنتية تغزوه بقوة وتغلبه في أكثرها ، يقول المستشرق شيرلي كي عن هذا النمط السكني فيقول : " فالبيوت في تهامة مجموعة من العشش المبنية من سعف النخيل و فروع الأشجار و مطلية بالطين من الداخل و غالباً ما يصبغ الداخل بالألوان البيضاء مزينة بألوان أخرى , و يعيش الناس في تهامة في جو حار رطب و ليس هناك حاجة من الأغراض الجوية كما و أن موقعهم الجغرافي يحميهم من أية مشاكل قد تحدث من قبل سكان المناطق الجبلية ..." وذكر ادجار اوبالاس اسباباً دفاعية بحتة وركز كارستن نيبور على المناخ ،
وتتكون هذه المساكن مما يلي :-
1- العشة و اشتقاقها اللغوي معروف من عشش الطيور , و يشرح الأستاذ محمد سالم شجاب تكوينها فيقول : " يقام أساس العشة على شكل دائري و يبنى بغرس أشجار مقطعة و يسمى عندهم " ساس " ثم يشد رأس هذا الساس بحزام من فروع الأشجار شداً محكماً و يربط بالحبال و يسمى هذا الحزام " التعفوف " و يكون حجمه كثيفاً من الخارج . وفي بعض المناطق يبنى الساس للعشة من الطين و التبن " الواحدة تبنة : ما قطع من سنابل الزرع كالبر ونحوه و المراد به هنا ما تبقى من سنبل الدخن بعد إخراج الحب منه و يسمى في تهامة الحماط ..." و يفعل له التعفوف كسابقه .
ثم يأتي دور بناء رأس العشة , فيقام على شكل قبة بوضع اخشاب تسمى " الضلوع " تتخذ من السدر – العرج – أو من الذرح يؤتى به من جبال ريمة , و أما السدر أو العرج فهو كثير في تهامة , توضع هذه الأخشاب على التعفوف فتقام عليه من جميع الجهات و بين كل ضلع وآخر قدر عشر بوصات و تتلاقى رؤوسها من أعلى ثم تشد بعضها إلى بعض , ثم تحزم تلك الضلوع بفروع أشجار رفيعة قد خمسة ملي و تشد بحبال رفيعة ايضاً ابتداء من اسفل الضلوع حتى أعلاها و بشكل دائري , ثم يكسي الرأس كاملاً بالقش " العجور " و يشد بالحبال " ( .
2- العريش و العريش بناءٌ مستطيل من الأشجار و النخيل و يكون للراحة و المقيل و النوم , وله أصل لغوي فهو من " عرَش يَعْرشُ و يعرُش عَرْشاً أي بنى بناءً من خشبٍ و العَرِيشُ خيمة من خشب و ثُمام ...و أحياناً تسوى من جريد النخل و يطرح فوقها الثمام و جمعها عُرشٌ "
3- السقيفة و هي معروفة وتوضع أمام العشة أو العريش أو منفصلة في البيت و هي للراحة و النوم وقت الظهيرة .
4- سور البيت يتكون من الأشجار الشوكية أو من الطين وروث الأبقار و الأغنام .
5- الدَّرِم و الدرمُ و هو أصغر من العشة و غالباً ما يكون سكن الفقرا أو يتخذ للراحة في الأرض و في اللغة " الدرم شجر تتخذ منه حبال ليست بالقوية ... و الدرماء نبات سهلي ليس بشجر و لا عشب ينبت على هيئة الكبد "