رازح تشتهر بصناعة الاواني الحجرية
تعد صناعة "الحرض" أو الأواني المنحوتة من الحجر التي لا تستغني الكثير من الأسر اليمنية خصوصا في صنعاء وعموم محافظات عنها وهي من الحرف التقليدية النادرة والتي تتميز بها محافظة صعدة .
تعد صناعة "الحرض" أو الأواني المنحوتة من الحجر التي لا تستغني الكثير من الأسر اليمنية خصوصا في صنعاء وعموم محافظات عنها وهي من الحرف التقليدية النادرة والتي تتميز بها محافظة صعدة .
ففي جبال مديرية رازح يعمل شباب وأطفال في نحت هذا النوع من الأحجار الصلبة باستخدام آلات حديدية خاصة لصناعة ما يسمى "الحرض" وهي صناعة يدوية متوارثة لا يزال يحافظ عليها بعض الأهالي
وليست الأسر اليمنية وحدها التي لا تستطيع الاستغناء عن "الحرض"، فملاك المطاعم خصوصا تلك المخصصة للأكلات الصنعانية تحرص على اقتناء الأواني الحجرية لما تتمتع به من حفظ حرارة الطعام لأوقات طويلة وإضفاء نكهة خاصة للأكل ومذاق ألذ.
ويعد هذه النوع من الأواني مرتفعة الثمن، خلافا عن الأواني الفخارية الطينية، حيث تتراوح أسعاره من 2000 إلى 700الف واكثر حسب الحجم ويتم بيعه عادة في أسواق صنعاء القديمة بأحجام متفاوتة،
يقوم بصناعة "الحرض" بعض النحاتين المتمرسين بهذه المهنة وعادة ما يتم تعلمها منذ الصغر نقلا عن الآباء والأجداد وتمر بمراحل عدة تبدأ من جلب الأحجار من الجبال وتنتهي على مائدة الطعام.
وأولى المراحل هي التي تتطلب مغامرة ومخاطرة، حيث يتم التنقيب والبحث عن نوع خاص من الأحجار يعرف بـ"البلق" وهي صخور تعرف بقوتها وصلابتها وتوجد بكثرة في المناجم في بطون الجبال.
يقول عملين بهذه المهنة ان المرحلة الأولى تكون بالبحث عن الأحجار ويتم استخراجها عادة من المناجم بعد حفر عمق يصل لأكثر من 200 متر في الأرض.
ثم يتبع ذلك عملية الفصل والتدوير ثم النحت من الداخل ثم من الخارج ثم عملية التنعيم لتصبح "المقلى" أو "الحرضة" جاهزة لاستخدامها في الطبخ، وفقا للرازحي، وهو أحد العمال في نحت الأحجار في مديرية رازح بصعدة.
وأوضح أنه يتم صناعة هذه الأواني يدويا دون تدخل أي آلات حديثة وهي تحتاج لمجهود كبير جدا وبعض الأواني تستغرق يوما كاملا لكن ذلك يعود لأحجام "المقالي" المطلوبة، ولهذا يكون سعرها باهظا في الأسواق مقارنة بأواني الطبخ الأخرى.
يصنع معظم النحاتين في رازح أنواعا مختلفة من أواني الطبخ الحجرية منها "المقالي" أو "الحرض" وآخر يعرف بـ"الزواقل" كانت تصدر بكثافة قبل العدوان على اليمن إلى الأسواق خارج اليمن
كما يتم صناعة تحف مختلفة من هذه الأحجار منها السيوف، وبرادات الشاي والقهوة وأخرى تستخدم كطفايات خاصة للسجائر.
وهذا النوع من الأواني "صحية أكثر من غيرها من الأواني المستوردة النحاسية وغيرها، كما أنها تعد صديقة للبيئة.
وكانت صعدة قديما نقطة التقاء للقوافل التجارية فيما يرجع تاريخ هذه المهنة المتوارثة عن الأجداد إلى العصور الحميرية، وهي حضارة يمنية قديمة تعود للقرن الثاني والخامس قبل الميلاد، حسب المراجع التاريخية.