قصة بلقيس وموطنها الأصلي
26سبتمبرنت:يسرى زيدان/
تضاربت الحكايات وكثرت الأساطير، فذكرها المؤرخون العرب باسم (بلقيس) وذكرها الأحباش باسم (ماكِدا) وذكرها الارتيريون باسم (أتيي أزيب) بينما ذكرها مؤرخي اليونان بـ (بالاكيس).
26سبتمبرنت:يسرى زيدان/
تضاربت الحكايات وكثرت الأساطير، فذكرها المؤرخون العرب باسم (بلقيس) وذكرها الأحباش باسم (ماكِدا) وذكرها الارتيريون باسم (أتيي أزيب) بينما ذكرها مؤرخي اليونان بـ (بالاكيس).
فمن هي ملكة سبأ كما ذكرتها كتب التاريخ وذكرها القرآن الكريم وأين عاشت؟ وهل الآثار الموجودة في مأرب حقا عرش الملكة بلقيس؟.
جاء ذكر ملكة سبأ في الكتاب الحبشي (متحفا نجست) أنها كانت سبأ التي تقع بالقرب من أكسوم، وأن مملكتها شملت كلا شاطئي البحر الأحمر، شاطئ أرتيريا وشاطئ اليمن، أما كتاب (كبرا نجست) سفر الملوك الحبشي، فيجعل من ملكة سبأ السلف القومي لشعب الحبشة وملوكها.
وجاء ذكر ملكة سبأ في التوراة والإنجيل أن العالم كله كان يعترف بسلطة النبي سليمان، عدا مدينة قيدار التي وجدها الهدهد في الشرق، التي تمتلئ ذهبا وفضة والتي تُسقى بساتينها مياه جنة عدن.
ونجد في الجزء الأول من تاريخ العرب للدكتور فيليب يذكر أن قيدار استدبت على شمال الجزيرة العربية وسكن أبناؤها ربوع تدمر ومنطقة الجنوب الشرقي من دمشق. وبينما لا نجد في التوراة والقرآن أية إشارة عن زواج ملكة سبأ وسليمان، نجد الكتاب الحبشي المقدس (كبرا نجست) وغيره تذكر بوضوح العلاقة بينهما، وكان ذلك لغرض سياسي كما يظهر لتأكيد تسلسل ملوك الحبشة من ملكة سبأ ونبي الله سليمان.
أما القرآن فقد ذكر قصة سليمان وملكة سبأ فقال تعال: (وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) _ (فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين) _ (إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم) _ (إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولَّ عنهم فانظر ماذا يرقبون) _ (قالت يا أيها الملأ افتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون) _ (قيل لها أدخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال أنه صرح ممرد من قوارير قالت رب أني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان رب العالمين).
وقد ذكرها مفسرو القرآن مثل: الزمخشري والبيضاوي والطبري وغيرهم باسم بلقيس، اعتمادا على كتابات المؤرخين العرب أمثال: الهمداني والمسعودي وغيرهم.
وعليه فقد ذُكِر أن بلقيس هي بلقيس بنت إيل شرح وكان اسمها (يلمقه) وهي كلمة فارسية معرّبة تعني القباء المحشو.
وكان هذا خطأ كبير، فـ (المقه) هو اسم لإله القمر عند السبئيين وإن كان المعبود المفضل لديهم، وإن ما يسمى عرش بلقيس ليس سوى معبد من معابد ذلك الإله.
غير أنه من اليسير دحض الآراء التي تصدر معظمها على أن ملكة سبأ كانت في شمال غرب الجزيرة، أو أنها حبشية الأصل والتراث. فالآثار التي عُثِر عليها من اليمن تثبت أرض سبأ وحضارة سبأ ومجد سبأ في مشرق اليمن، وترجعها الأبحاث إلى ما قبل الألف الأول قبل الميلاد.
ختاما: لا توجد أية أدلة أثرية أو كتابية تشير بالدقة إلى تلك الملكة، فهي لم تُعرّف بالاسم، لكن آثار سبأ اليوم عُثِر عليها في اليمن. وحيثما يولي المرء وجهه في منطقة مأرب يجد أثرا ما لسبأ أو نقشا ما يذكر حضارة سبأ، رغم أن مأرب الأصلية بقصورها ومعابدها ومبانيها لا تزال مطمورة تحت التل الذي شيدت عليه قرية مأرب الحالية، لأن التل نفسه ليس من التلال الطبيعية بل يتكون من أكوام من بقايا المباني.
لقد أرسلت